اغتيال ويليس وأسمان: من التالي؟؟
الحاج قاسم سليماني
أعلن “مسؤول أمني في محور المقاومة” عن القيام باغتيال قائدين عسكريين الأول أمريكي والآخر إسرائيلي هما “جيمس ويليس” و”شارون أسمان”، وذلك لتورطهما في عملية اغتيال الشهداء قائد قوة القدس الفريق الحاج قاسم سليماني ورئيس أركان الحشد الشعبي العراقي الحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما، بداية العام 2020 في مطار بغداد الدولي. ولفت موقع “ذا كرادل The cradle” أن المسؤول الأمني الكبير في محور المقاومة قد كشف، بأن هذين القائدين العسكريين رفعي المستوى، قضيا في العملية التي نفذت في أربيل خلال شهر حزيران الفائت. وأضاف المسؤول الأمني بأن المقدم في الجيش الأمريكي “جيمس سي ويليس” هو من الوحدة المعروفة باسم “الحصان الأحمر”، أما العقيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي “شارون أسمان” فهو من لواء ناحال (تسلم قيادة هذا اللواء قبل يومين من اغتياله).
في تلك الفترة، أعلن الجيشان عن وفاة هذين الضابطين بشكل منفصل ومبهم عن سبب الوفاة، وبفارق 5 أيام بين شهري حزيران وتموز من العام الحالي. حيث أعلن البنتاغون في 27 حزيران أن “ويليس” قد توفي في حادث غير قتالي في قاعدة العديد في قطر. فيما أعلن جيش الاحتلال في مطلع شهر تموز الفائت “أسمان” قد مات بسبب قصور في القلب، خلال نشاط بدني في قاعدة للجيش. لكن كلا البيانين يومها تشابها، بعبارة أن أسباب الوفاة لا تزال قيد التحقيق.
الإمام الخامنئي والوعد بتنفيذ العقاب بحق القتلة
وإذا عدنا لما جرى الإعلان عنه من مواقف في مطلع هذا العام، سنعرف حينها أن هذه العملية ليست سوى مرحلة من مسار كبير في الحرب الأمنية، بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمريكا وحلفاءها ممن تورطوا في تنقيذ هذا الاغتيال.
فخلال لقاء قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي مع القائمين على تنظيم مراسم الذكرى السنويّة الأولى لاستشهاد القادة برفقة عائلة الشهيد سليماني، أواخر العام الماضي 2020، أعلن الإمام الخامنئي بوضوح أن منفذي هذه العملية سينالون عقابهم حتماً، حيث قال:” يجب على من قتل سليماني ومن أمر بقتله أن يدفع الثمن، مع أن حذاء قدم سليماني وفقاً لقول ذلك العزيز (السيد حسن نصر الله) أشرف من رأس قاتله، بل ذهابُ رأسه لا يكفي فديةً لحذاء سليماني. مع ذلك، هم في النهاية ارتكبوا حماقة ويجب عليهم دفع الثمن، يجب أن يعلم كلٌّ من القاتل والآمر أنه كلّما كان ذلك متاحاً، وحيثما أمكن – نحن نبحث عن الوقت الممكن – فعليهم دفع الثمن”.
حينها اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن هذه الجملة تعني، أن المتورطين بعملية الاغتيال هذه، على مستوى القرار وإعطاء الأوامر أو التنفيذ الميداني، سينالون عقابهم أينما كانوا ووقتما وجدت الفرصة لذلك.
وكان لرئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي خلال إحياء الذكرى السنوية – حينما كان رئيساً للسلطة القضائية يومها – موقفاً واضحاً أيضاَ حينما هدد القتلة بأنهم لن يكونوا بأمان في أي مكان من العالم.
وبحسب اللجنة القضائية الخاصة بملاحقة وتعقب المتهمين بهذا الاغتيال، فإن هناك 48 شخصًا يمثلون شبكة المتهمين بهذه العملية، لذلك فمن غير المستبعد، أن نشهد في المستقبل أيضاً العديد من هذه العمليات الأمنية الغامضة، التي ربما ستسجل في خانة الموت الطبيعي، ومن غير المستبعد أيضاً أن تطال أسماءً ومناصب عليا أكثر، ومن يدري ربما تطال إحدى العمليات الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”
الخنادق
2021-09-21