اطلق الغرب الاستعماري شعلة التغيير(التدمير) التي اطلق عليها الشرق الأوسط الجديد في بلداننا من العراق الذي كان يشكل قوة عسكرية تهدد امن دويلة بني صهيون, سقط النظام وكانت الكلفة البشرية للغرب جد مرتفعة, سرّحوا الجيش العراقي, أنشأوا ميليشيات مذهبية وطائفية لتفتيت البلد, لم تنتقل العدوى الى بقية الدول, بل ان بعض الانظمة شكلت حجر عثرة في وجه المؤامرات الغربية, فكان لزاما على الغرب اختيار البدائل ومحاولة اسقاط الدول من الداخل, ادخل الينا مسلسل الربيع العربي بعد ان سوقوا له كثيرا عبر وسائل الاعلام المختلفة ,أبطاله أولئك الذين احتضنهم لسنوات بحجة انهم مضطهدون, سرّع المسلسل في اسقاط بعض الانظمة لكنه فشل في اخرى.
خريف الحكام العرب يبدأ من بغداد, لقد خرج العراقيون بعد طول عناء في مظاهرات تنادي بمحاسبة المفسدين, الذين عملوا جهدهم على احداث الفتن بين مكونات الشعب العراقي, لم يجد زعماء الطوائف بدّا من مناصرة المتظاهرين والاطاحة بالطبقة السياسية, في لبنان حيث الطائفية ضاربة اطنابها,انتفضت الجماهير وخرجت الى الساحات معبرة عن سخطها للطبقة الثيوقراطية التي ادخلت البلد في ديون تربو على المائة مليار دولار, في حين نجد ان الدولة عجزت عن حل مشكلة القمامة التي ملأت الشوارع والميادين, عمدت السلطة الى تكوين حواجز تمنع المتظاهرين من الوصول الى المقار العامة التي تضم النفايات السياسية, فما كان من الجماهير الا القيام برمي اكياس القمامة على الحواجز(كلاهما زبالة), ربما تكون هناك حاجة ملحة الى ايجاد عقد اجتماعي جديد ينظم الحياة السياسية في لبنان. تونس اقامت جدار عازل مع ليبيا لئلا يعود اليها ابناءها الذين صدّرتهم الى المناطق الملتهبة.
في ليبيا استطاع عملاء الغرب والساعين الى السلطة, التحكم في مفاصل الدولة بدءا بالانتخابات ومرورا باستعمال السلاح عندما لم يفلحوا في تجديد انتخابهم, عبر الميليشيات التي اوجدوها, فكانوا وبالا على الشعب الذي اخذته الشعارات البراقة ,لقد نعم المتسلطون الجدد بربيع متجدد على مدى سنوات, فعلوا ما لم يفعله من سبقهم الى السلطة, انهم اكثر ديكتاتورية وقمعا وتكميما للأفواه, صار المواطن يفتقر الى ابسط الخدمات, مياه,كهرباء,وقود, رغيف الخبز, ارتفاع الاسعار,تردي الخدمات الصحية ,تأخر صرف الرواتب, بينما يقوم هؤلاء بإهدار المال العام وتدمير مقدرات الشعب المغلوب على امره,بفضل العمل المضنى الدؤوب الذي تقوم به الطبقة الفاسدة, احتلت طرابلس الغرب المرتبة الخامسة في العالم للمدن الاكثر سوءا من حيث غلاء المعيشة وتردي الاوضاع الامنية,انه ولا شك انجاز ضخم لصالح الشعب وليدخل من اوصلونا الى هذه الحالة موسوعة جينيس للأرقام القياسية, لتتذكرهم الاجيال القادمة, وتقام لهم النصب.
في المغرب الاقصى الذي اصابته حمى التغيير وان كانت سلمية, حيث استطاع الاخوان الفوز في الانتخابات ,فانتشر الفقر وعم الفساد اركان الدولة, وكثر الذين يستغلون الدين والدجالين, الانتخابات على الابواب,انها فرصة ثمينة للإطاحة بهؤلاء الذين يقودون البلاد نحو الهاوية, والإتيان بأناس غيورون على الوطن يقودون البلد الى بر الامان.
ابشري ايتها الجماهير العربية, لقد بدأ خريف حكامك الذين يعيثون في الوطن فسادا, الذين لم يكتفوا بما نهبوه طوال الفترة السابقة, مستندين الى الدعم المتواصل من اسيادهم,انها دعوة للخروج الى الشوارع والميادين للتعبير عن الرفض المطلق لاستمرار هؤلاء, انهم بحق نفايات سياسية يجب حرقها قبل ان يأخذهم الغرب ويقوم بتدويرهم(recycle) واعادتهم الينا مرة اخرى.
2015-08-29