الضفدع له اسم..!عبدالامير الركابي
الضفدع له اسم..!
عبدالامير الركابي.
السيدة التي في الشاحنة
كانت تديم النظر الى الضفدع
نسيت انها سوف تصطدم بها دعامة من رخام عند المنعطف
كانت مرتعبه من فكرة ان الثعلب قد مر تحت الجسر الخشبي، وانه لم يلتفت لصوت الضفدع المبتعد عن النهر
ظنت ان السماء اسقطت الاثنين في الصحراء
الصحراء التي عبرتها بالشاحنة خلال ثلاثة ايام
وهي جائعه
لاتعرف الى اين هي متجهه
حتى انها تصورت نفسها مخطوفة
مخطوفه من الشاحنه نفسها
ليس من سائقها البدين الاعور
لا ..انما من شيء ماترائى لها داخل جوعها الطويل
هي خطفت نفسها
كانت الشاحنه متوقفه والسائق غادرها ليبول
فانتهزت الفرصة وخطفت نفسها من دون اسمها
حين سياسألها السائق فيما بعد
مااسمك؟ ستقول له تركته هناك
مع اشياء اخرى قليله
لم تعد تستحق ان تحمل في رحلة كهذه
الصحراء كانت واسعة وقاحله
والليالي فيها لاتحتاج لاسماء او لذكريات
والضفدع بعيد
ينده على الثعلب والثعلب يرفض الالتفات
مع ان للضفدع اسم
2021-03-04
الضفدع له اسم ”
كأن الشاعر كتب هذه القصيدة لقارئ لم يوجد بعد ” …
تتسم لغة القصيدة بالتجريد والكثافة والتعقيد والغموض
لانها تتحرك في تجربه مختلفة تتطلب تقنية خاصة بها …
فليس من الضروري ان يكون الشعر بسيطًا وسهلًا ليهزنا … وانما هناك منه ما يثيرنا ويرفع من درجة حساسيتنا واندهاشنا …
فالشعر هو الغموض ” وهو طبيعته الاصلية لانه رؤيا تكشف المغيب والمنسي والمجهول وتخترق الراهن المعاش الذي تكتوي الأرواح بنيرانه وتنوء تحت وطأة منغصاته…
فالقارئ يحتاج الى وقفة طويلة من التأمل العميق فيها وإتباع سياقاتها بدقة من أجل لملمة شتات الفكرة والمعاني المبعثره في الكلمات التي تتطلب لبلوغ دلالاتها اجتهادا في القراءة والتأويل … فهو يعري ويفضح اللاوعي ويصور غرائبه المترسبة في الأعماق
ليفحص العناصر المتداخلة في النفس التي وقعت في حفرة القلق والتهديد والخوف من فقدان التوازن والانهيار المؤشر على الاحتضار الوشيك …
في غمرة التيه وحالة الضياع
التي يصورها الشاعر بآلة التصوير التي توسع افق الصورة السحرية لتتسع وتشمل عوالم من ازمان وعصور متداخلة …
من تجارب الحضارات ” الفطرية البدئية لأسلافنا الذين كانوا يعيشون بحسهم الطبيعي وذوقهم الرفيع في وحدة وتناغم مع البيئة فيمارسون العمل بمصاحبة الغناء والرقص ويقولون الشعر في المناسبات والطقوس …
الى ان افتض الرجل ” المتحضر ” بكورة مجتمعاتهم وانتهك عذريتها فأمتهن وابتذل ارواحهم والحس الذي جبلوا عليه … وعبث باعراف واخلاقيات حياتهم ومنظورهم للحياة والعالم من حولهم ورؤيتهم لذواتهم وأنفسهم وطبيعتهم … فالشاعر يجمع في هذه الملحمة القصيرة المكثفة التي تجمع كل شتات الحياة وظواهرها ومكوناتها وذواتها وعناصرها الاساسية وصورها الاولى المستقلة لوجودها وتداخلها وارتباطها وتفاعلها في نفس الوقت بينها وبين غيرها الذي طمع بها فاجتاحها ودمر حياتها عندما احضر حضارته حاملًا ” الته ”
ونمط حياته الجديد المتحضر ” الذي يتغلغل الشاعر في مظاهره وأعماق نفوس وذوات وحداته وعناصره وخلاياه ويكشف عن نوع المتاهة والمفازة التي وجدوا انفسهم فيها…
هذا التكثيف المشهدي الزمني المتداخل لا يعني من واراءه الشاعر المفاضلة بين زمن أو حياة التحضر وحياة البداءة … غير الغوص في الحياة الداخلية للنفس البشرية ومدى اهمية وعيها لذاتها الحقيقية وماهيتها ومن تكون … من ” أنا