شعاع شمس..!عبدالامير الركابي
شعاع شمس..!
عبدالامير الركابي.
شعاع شمس
سئٍلنا عن بقايا الشمس
عن مسرى شعاع ظل في الكوز
قريبا من جدار الهمس
واللمس
شربناه مع العصر
مع اليسر
فطارت حوله الحسرات
وأمطرت الحمامات
وأرخى الجنح عصفور
شربنا الماء
في الناقوط
فداهمنا شعاع الشمس
ممروضا ومبتعدا
شربناه فنام على الجدار
تكسّر لونه وانزاح منتشرا
يبهته التلون وانمحاء الظل
من يأتي بشمس مثل تلك الشمس
مثل العصر لو أرخى السويعات
ففاض الصمت والحسرات
والصلوات
كان الأفق يملؤها
كان الدهر يسمعها
كان شعاعها ما تبطن الأكوان والغايات
من يأتي بشمس مثل تلك الشمس
يغسلها بنهرين
ويلبسها جناحين
ويبطئها إلى حين
لان الشمس لا تبقى وراء النخل
والسعف المجنح
والبساتين
لان الشمس من ماء ومن طين
فهل تجتازها الفلوات
أو عطر الرياحين
رأيت الشمس هاربة وساكنة
وباقية وراء العصر
وراء الحصر والبصر
وراء كراهة المنفى
وراء الدهر والعمر
فمن يأتي بشمس مثل تلك الشمس
لا تمحى على الدهر
2021-02-12
كما أرتبط الشعر بأرضه ترتبط الشمس به أيضا … فقد ” وجدت الشمس من اجله ”
” قيل لها كوني … فكان العراق ”
فكانت شعاره ورمزه الأول على امتداد تاريخ وجوده … فهي إحتلت قلبه وتوسطت كبد السماء وصارت الدنيا فلك … ”
يوم ان صدحت الأرض بالنشيد الذي أقلق الوجود ؛
” فالشمس شمسي والعراق عراقي ”
لقد كان الضوء شديدًا عليه
لكنه لم يتوارى وراءها فوقف عند الحد الفاصل بينها والظلمه اي عند الفجر … فكان فجرًا للتاريخ يوم ظهر وانبثق في ما بين النهرين …
كأني بالشاعر قد كتب شعرًا على الشعر في هذه القصيدة
فهو يحول رؤيته ونظرته ومواقفه الى مشاهد شعرية…
فعندما كانت بعض من اشعتها تلامس أطراف عينيه ولا يستطيع القبض عليها أو يقوى على مواجهتها عينًا بعين … كان يحس بشحناتها تخترق دواخله
وتكهرب كل المجال الذي تمر فيه وتتفاعل مع الموجودات حوله فتتحول الى طاقة جديدة وحرارة تتسرب إلى الأرض والأجساد … حتى الماء البارد الذي يقبع في ” ” الحب ” ونشربه بالكوز ” لا ينجو منها … ويحمى …
فليس له أمامها الا ان يتخطى الواقع وان يتخلى عن محاولةً المسك بخيوط الشمس وحجبها في بؤرة المرآة ليحترق بها فهي تثقب وتصهر وتمحو ما يقف في طريقها الى دواخلنا …
فيتبع مسرى شعاع ظل في الكوز ” ويشرب منه … كي لا يبتعد عن الضوء … وكي يتخطى الواقع يقفز الى تداعياته المتخيلة والمغزى السري للأشياء وما وراءها من طبقات من المعاني في تعامله مع الشمس … ففي كل موقف يرد فيه ذكرها نجده يحمل معنى عميقا بصياغات تتناسب مع السياق العام للقصيدة …
لقد تحرر من جسده وطار عقله كالضوء عائدا من حيث أتى