لاحصى في شارع السعدون!عبدالامير الركابي
لاحصى في شارع السعدون!
عبدالامير الركابي.
لاحصى في شارع السعدون
لماذا تعدون الحصى
الحصى الاملس
المنثور في الفيافي
الموضوع في المقلاة
دون ان تقطر منه دمعه
الحصى الذي لايذوب
ولايصلح بيرقا
ولا هدية
ولا ممحاة لطفل يتعلم رسم الاحرف
ويصلح قذيفة في مصيادة تردي حمامه
يمامه
تردي عصفورا
يصلح قذيفة في “محجال”
يطير الى الجبهة الاخرى
“ليفشخ” خصما او مجندة اسرائلية
لماذا تعدون الحصى وقد نسيتم
ان الهياج العاري يوجه النظر الصاحي الى الارض
والارض تنبت الحصى
والانامل الطرية تحسن الاختيار
فتلقط وتقذف
في شارع السعدون
الارض لاتنبت الحصى
والانامل الطرية ذات القلوب الصاحية
لاتحب الحضور في الاماكن التي لاتهتاج على اجنحة القلوب
حيث لا كلام
الحصى في البرية
لاحصى في شارع السعدون
ولاقلوب ترف مثل العصافير
فيتطاير الحصى
2020-11-22
أمعنت النظر في قصيدة ؛ ” لا حصى في شارع السعدون ”
فوجدت إن مفردة الحصى”
محملةً بركام من التحجر والتكلس لحبيبات التربة الأولى في هيئة كتل صخرية …. وبفعل عوامل التعرية والتآكل والصقل على شواطئ البحار … وعلى ضفاف الأنهار ومداخلها …
وفي الفيافي والبراري نجدها
صارت أكبر من حبيبات الرمل…
وكأن الشاعر قد ابقى وحيه وسره في حجر… فهو كرسام ونحات ينقش على حجر ويشكل لوحة من الحصى الملون …لا أدري من اين جمعها … حيث الارض في شوارع بغداد وفي كل الساحات … قد أمتلأت بالصجم ” والناس حائرون… حين صاروا أكثر من حصى”… اي فاق عددهم الحصر … كانهم في بحر هايج يتلاطم بالارتباك والتعثر تحت رنين الصوت والصدى… والمناخ المسكون بالهواجس … وهم بلا رؤية ولا دليل يحمل لهم الرقائم بالوقائع والأحداث والتاريخ … ولشح البصر … يتداخل الشك باليقين… ففي الظلام لا يرى المرء شيئًا إلا مغمض العيون… والمعنى في العتمة لا يقاربه الا ضوء الصورة والمقال…
فمن يرمي الحصى على الأعداء وهن جنود … مسلحون ببنادق الصيد…وفي الجهة الاخري لا توجد صخور يحتمون بها … ولا دروع للصدور … والدم يفور وينزف من الرؤوس والعيون … وتمثال السعدون يشهد المشهد … يتناهى اليه ايقاع ساحة الحبوبي … فينتحر من جديد.