أوباما أم الأسد .. من يقضي على " داعش " ..؟ المهندس : ميشيل كلاغاصي
لا يحبذ الكثير من السوريين فكرة ربط الملف النووي الإيراني – الأممي بالحرب على سورية , و لكن … هل يمكن عزل سورية أو إيران أو أي دولة في المنطقة عن حدث ٍ كبير بحجم هذا الإتقاق ..؟؟
لقد أكد أكثر من زعيم , و بعض رؤوساء العالم أن ما بعد الإتفاق مختلف ٌ عمّا قبله , و اعتبر الكثيرون أنه يُمثل نقطة انعطاف تاريخية على مستوى المنطقة , لا بل على مستوى العالم أيضا ً .. كما أنه لا يمكن الفصل بين دول و أحزاب و شعوب المقاومة , فالنصر و الإنجاز هو للجميع , كما كانت الهزيمة تنتظر الجميع – فيما لو حصلت لا سمح الله – .
فالعالم ُأجبر على الانقسام إلى محورين أو طرفين – سمهم ما شئت – , و لكل منهم مشروعه الخاص و العام .
فلقد حاول أعداء الإنسانية فرض هيمنتهم على حياة الشعوب و مصائرهم و دولهم , و السيطرة على مقدراتهم .. و تقسيم دولهم كخطة بديلة لتشظيهم إن لم ينجح ذلك ..
مثلما جرى في المنطقة العربية و في سورية تحديدا ً.. هي حرب ٌ عالمية ثالثة , ساخنة في جبهات و باردة في أخرى ..
حاول فيها كل طرف الفوز و الإنتصار , إن بقاء سورية وصمودها و انتصارها بحد ذاته لا يقل ُّ أهمية ً عن الملف النووي الإيراني , و يبقى السؤال هل كان سيصل العالم إلى هذا الإتفاق على أكتاف محور مهزوم و خاسر ..!!؟.
كيف لأعداء محور المقاومة أن يفكروا بوقف الحرب على سورية ..
فيما لو كان نصرهم محققا ً , أو حتى متوقعا ً بالحد الأدنى ..!!؟ و كيف لهم أن يتدافعوا نحو لغة المال و الصفقات الإقتصادية و التجارية , في الوقت الذي لا يزال السلاح في أيديهم .. !؟ أما كان من الأجدر بهم أن يربحوا المعركة ويسعون للفوز بكل الغنائم ..!؟.
إن إبرام الإتفاق مع الدولة الإسلامية , هو أوضح دليل ٍ على فشل مشروعهم في سورية و المنطقة .. فهل علينا أن نصدق ودا ً مفاجئا ً حل ّ في قلوبهم تجاه إيران التي دعمت سورية منذ اليوم الأول للثورة هناك .. و الذي لم يتوقف أو يتزحزح خلال الحرب ..!!؟.
لقد وصلت الإدارة الأمريكية و من معها إلى الحائط المسدود , و أصبح لزاما ً عليها تغيير مواقفها و سياستها حصريا ً تجاه سورية .. و استنفذ البحث عن ماء الوجه أشهرا ً طويلة .
لقد أصبح معروفا ً لدى الجميع أن الحرب على سورية قد دُرست بعناية ٍ فائقة, و رُتبت لمراحلها و فصولها أجندات ٌ محكمة, تدرّجت الإدارة الأمريكية في تقليب و إدراج صفحاتها خطوة ً خطوة, و مرحلة مرحلة.
لقد حاولوا إظهار الأمر بادىء ذي بدء على أنه " ثورة ٌ شعبية " تحت شعارات الحرية و الديمقراطية و المطالب .. ثم انتقل المشهد " السلمي " إلى العسكرة و بالسلاح و السواطير و قطع و دحرجة الرؤوس و أكل القلوب و الأكباد , و ُأطلقت أسماء لا حصر لها على المجموعات الإرهابية محلية , عربية , عالمية ..
كما ُأعطيت أفرع و أذرع تنظيم القاعدة الإرهابي أسماءا ً و أشكال تنظيمات إرهابية عديدة كجيش الإسلام , جيش الفتح , جبهة النصرة , داعش ………الخ .
لقد كلا ً منهم في وقته و دوره و أوانه , لينفذ ما ُأوكل إليه .. بحسب الخطة و الزمان و سير المعارك العسكرية و السياسية ..
في الوقت الذي استمرت فيه العقول و الأدمغة الأمريكية و الصهيونية بتوجيه التنظيمات الإرهابية على الأرض, و استثمار نتائج المعارك و المواجهات في كل شبر و شارع و حي و مدينة في سورية.
يعرف الساسة و العسكريون, أن كل عمل سياسي أو عسكري لا بد لمخططيه أن يحسبوا طريقة وقف المعارك و الحروب و المخارج الممكنة قبل البدء بالمعركة و الهجوم الأول.. و وفق كل الإحتمالات و النتائج في حالة الفوز أو الخسارة …
لقد أوجد الأمريكيون تنظيم " داعش " لهدف ٍ واحد و أخير , نهائي أو ختامي .. يتمثّل بمحاربته و القضاء عليه, و إراحة العالم من خطره, في كل مكان, بعد استغلاله و استثمار إرهابه… و عليه تكون " داعش " خُلقت كي تموت …. و بفضل شجاعة و حكمة الرئيس الأمريكي , و جيشه .. وسط تصفيق العالم الأبله و إعجابه .
إن صمود سورية , و حكمة الرئيس بشار الأسد , و بسالة الجيش العربي السوري , أفشل المخطط , حتى أن كونداليزا رايس اعترفت أن الرئيس الأسد قد عرقا مشروع الشرق الأوسط الكبير , في الوقت الذي نشهد فيه تساقط أدوات الإرهاب و الشرّ في تركيا و السعودية و غير مكان , بالإضافة إلى إنعدام الأفق في كل الجبهات الساخنة في اليمن و العراق و سورية .
فأربكت الإدارة الأمريكية , التي اضطرت لإدراج " داعش " و إظهاره في منتصف " المسرحية " , و اضطرت لإعلان الحرب عليه في العراق أولا ً , و في سورية لاحقا ً .. لقد نفّذ التحالف الدولي بقيادتها و الذي استند إلى قرار ٍ أممي و تحت البند السابع ( القرار 2170 ) و قامت بضربات ٍ تجميلية لا تعدو أكثر من مزاح ٍ جوي على الطريقة الأمريكية .
لقد انتقلت سورية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم , بعدما راكمت إنتصاراتها , و زينتها بمفاصل هامة في القلمون , الزبداني , ريف السويداء , و القنيطرة , ريف اللاذقية , الحسكة , حلب , و ها هي اليوم تتجه نحو تحرير و استعادة مدينة تدمر التاريخية .. و رفعت شعار " الحسم في الصيف الساخن " .
لقد أجبرت سورية العالم على الإعتراف بنصرها , و أجبرت الإدارة الأمريكية في الإسراع لعرض المشاهد الأخيرة للمسرحية الأممية الدامية .. تحت عنوان التحالف الدولي – الإقليمي – العربي لمحاربة " داعش " .. و لكن كيف ..!!؟؟ . فمن منهم يملك الإرادة و المقدرة ؟ وحدها سورية و الجيش العظيم يستطيعون ذلك ..
و سيجد العالم نفسه مجبرا ً على التحالف مع سورية, و مع الرئيس الأسد, و الوقوف خلفه, و الإذعان لنصره و فوزه .. لن يعلن الواقع و أرض الميدان فوز الرئيس باراك أوباما في الحرب على " داعش " في سورية , و إن حصل ذلك فستكون مهزلة ً بحد ذاتها , عليهم الوقوف خلف الرئيس بشار الأسد
.. و الإكتفاء بحشد جيوشهم على حدودهم لمنع أبنائهم و إرهابييهم من العودة إلى أحضانهم …..
أرادوا حماية أنفسهم بتحويل سورية بقعة تقتيل , و نحن نريدها كذلك .. فلن يخرج إرهابي واحد اعتدى علينا و دنس أرضنا الطاهرة, هذا هو فقط العامل المشترك و الفارق.. بيننا و بينكم, و إذ نرى العزة و الكرامة و البطولة و الشجاعة و السيادة..و الانتصار , و نراكم عبره أذلاء تبتسمون و " فرحون " بنصر الأسد لا بنصر أوباما .