سلام موسى جعفر. لم يعد الحزب الشيوعي العراقي ذلك التنظيم المركزي الموحد الذي يجمع تحت مظلته المركزية آلاف الأعضاء من ذوي التوجه الفكري الواحد والمواقف السياسية المبدئية المتشابه، وتلتف حوله جماهير شعبية تضع ثقتها وآمالها واحلامها أمانة لديه.
كذلك لم يصبح، منذ أن أعلن تبنيه قيم الديمقراطية الليبرالية، وتخليه عن المقولات والمفاهيم الأساسية للماركسية، ذلك الاطار المفترض، كما زُعِمْ، أن يجمع تحت خيمته منابر فكرية وسياسية متعددة، كي تتحاور ضمن الحدود الداخلية لهذا الإطار. أي ضمن خط سياسي وفكري عام مُلزم لكل الأعضاء والمنابر والكتل.
نعم نجح الحزب الشيوعي العراقي أن يُحَوِلَ نفسه الى إطار هلامي شفاف قابل للتوسع والتمدد وفي مختلف الاتجاهات. يجمع في داخله العشاق الرومانسيين للماركسية من الديناصورات وكارهي الماركسية، وكلاهما لا يعرفان سبب العشق والكره. ويجمع في صفوفه عدد كبير ممن لا يزالوا يشعروا بالحنين الى الاتحاد السوفيتي وعدد كبير من عشاق العم سام. أعضاء لا زالوا يعلنوا تعاطفهم مع قضية الشعب الفلسطيني وأعضاء آخرين يدعون علنا وجهارا الى التطبيع مع العدو الإسرائيلي. أعضاء مع السعودية ضد ايران، وآخرين ضد السعودية مع ايران. أعضاء طالبت بمحو الفلوجة من الخارطة في السنوات الأولى للاحتلال، وأعضاء تطالب بمحو ايران من الخارطة. اطار هلامي يجمع الأضداد في وحدة عجيبة يعجز أي باحث عن التوصل الى سبب استمرارها. واعتقد جازماً ان السيد كارل ماركس كان سيقدم على الانتحار لو عاد الى الحياة. فهي وحدة لا ينطبق عليها عمل القوانين التي تحكم سير المجتمع.
الحزب الشيوعي العراقي لا يزال يفتخر بالرفيقة السيدة كاترينا مايكل (سعاد) خريجة الاتحاد السوفيتي. حيث تحصل صفحتها على دعم وتشجيع العديد من الشخصيات الشيوعية المعروفة، منهم الرفيق كاظم حبيب، أحد عرابي التطبيع. وبلا شك يفتخر أيضا بالرفيق العزيز خفيف الدم محسن حنيص مخترع أحد أهم المقولات السياسية (الاسقوش)
محسن حنيص يكتب يوم 27 تموز: تحية لأمنا أمريكا التي تنظف الأرض من الأشرار… كاترينا مايكل تعلق: محبتنا وصلاتنا للأم الحكيمة الراعية لهذا الكوكب، فنحن نعرف أن الحمل عليها ثقيل جداُ…ليكن الرب معها. محسن يجيب: معك حق يا ميشيلا. الأم الحكيمة الراعية لهذا الكوكب. أعتقد أن أمريكا ستكون سعيدة بسماع كلماتك الصادقة.
لنبتعد عن قيس وليلى. لأن متابعتهما قد تقودنا الى مشاهدة فلم هندي قد يموت فيه البطل والبطلة وخالاتهم. ودعونا نلحق بالبطل قبل أن يفعلها الرب هذه المرة، فيستجيب الى دعائي! لم أرَ في حياتي، ولم أسمع بوجود شخص دوني، وصلت به الدونية الى هذا الدرك من تحقير الذات، مثل هذا المتظاهر التشريني المكلف بحرف المظاهرات عن أهدافها النبيلة. دعونا من رغبته المازوخية الى تحويل وثيقة “قانون تحرير العراق” الذي أصدره الكونغرس الأمريكي في العام 1998 الى جدارية وسط بغداد، ولنعرج على دعوته الى الاقتداء ببعض اللبنانيين الذين طالبوا بعودة الانتداب الفرنسي الى بلادهم. فقد كتب داعياً الى جمع التواقيع للمطالبة بالاحتلال الأمريكي، وكأن العراق ليس بلدا محتلاً. ونشر معها صورة من المتحف المازوخي. المازوخية السياسية تمثل أحقر درجات الشعور بالدونية. في هذه الصورة دون هذا المازوخي فيها قصة حياته، طفولته التي هي الأساس وراء مرضه الحالي ” لا نريد سيادة ولا بطيخ” في الانتفاضة كان يطالب بوطن. غير أن قيمة الوطن أقل من البطيخ. حتى الآن لا نعرف أي نوع من البطيخ يقصد!!! 2020-08-11