اعطوني حكومة اتخذت موقفا كهذا الموقف نحو دول الاتحاد الاروبي؟؟
كاظم نوري.
لم يعد خافيا على احد ان هناك قوات امريكية وربما بريطانية وغيرها موجودة في الكويت منذ تحريرها في حرب عام 1991 عندما قادت الولايات المتحدة حربا مدمرة مدعومة من دول اوربية وعربية ضد العراق اطلقوا عليها ” حرب الخليج الثانية” معتبرين الحرب العراقية الايرانية ” حرب الخليج الاولى” مثلما لم يعد خافيا ان السلطات الكويتية اطلقت اسماء مجرم الحرب جورج بوش على بعض من شوارع العاصمة .
والشيئ الذي لم يعد خافيا على احد ايضا ان القوات الامريكية البرية التي غزت واحتلت العراق عام 2003 انطلقت من الكويت هي الاخرى فضلا عن قواعد جوية في دول عربية اخرى شاركت بالعدوان الى جانب حاملات الطائرات الامريكية المنتشرة في المنطقة .
موقفنا من كل ذلك لايحتاج الى توضيح لان بلدنا العراق تعرض للدمار سواء في حرب الخليج الثانية او حرب الخليج الاولى او عملية الغزو والاحتلال وان من يتحمل كل ذلك من كان يحكم العراق بالطبع الذي كان بامكانه ان يتجاوز كل تلك الحروب وحسم الخلافات مع الاخرين عبر المفاوضات وهناك تجربة خاضها العراق مع ” شاه” ايران الذي كانوا يطلقون عليه ” شرطي الخليج” وجرى توقيع اتفاق في عهده مع ايران في مدينة الجزائر وكان بامكان من اتفق مع ” الشاه” ووقع اتفاقية الجزائر ان يتفق مع ايران الفتية بعد اسقاط الشاه ويجنب العراق حرب الثماني سنوات المدمرة لكنه وجد التشجيع من دول معروفه في المنطقة ومن خارجها واخذ يرفع في حروبه ” شعارات ” القادسية” و” حماية البوابة الشرقية” وتحرير جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى واوصل العراق الى ما نحن نراه اليوم .
وكانت الحصيلة لا القادسية تحققت ولا البوابة الشرقية جرت حمايتها بل اصبحت بوابة مشرعة للقاصي والداني ولا طنب الكبرى او طنب الصغرى تحررت او اعيدت الى اصحابها بل ان حامي البوابة الشرقية نفسه اصبح في خبركان وقد حل البلاء والكوارث بالعراق وشعبه وانعكس ذلك حتى على المواطن العراقي الذي يحمل ” جواز السفر العراقي” بعد ان تحول الجواز الى تهمة لحامله قبل عام الغزو والاحتلال ثم تطور الامر بعد عام 2003 ليصبح الجواز العراقي ” كوكتيل” مؤلف من عدة لغات لامثيل له في دول العالم ” العربية و الانكليزية والكردية” ومن يدري قد نفاجا يوما ما بوجود هؤلاء في السلطة بضم لغات اخرى للجواز بينها لغة” الغجر” ” الكاولية ” مع احترامنا لهذه الشريحة الاجتماعية ولتقاليدها .
المواطن حامل الجواز العراقي لم يعد بامكانه الحصول على تاشيرة دخول الى العديد من البلدان حتى المجاورة منها لم تمنح حامل جوز ” سفر الكوكتيل العراقي ” الا بعد تدقيق وتمحيص بما في ذلك بعض الدول العربية بعد ان كان هذا الجواز وثيقة يعتد بها في السنوات التي سبقت الحرب العراقية الايرانية اي فترة ما قبل الثمانينات وانعكس ذلك على المواطن نفسه والسبب تتحمله الحكومات لاسيما الحكومات التي اعقبت الغزو والاحتلال.
العراقي اصبح متهما لانه يحمل هذه الوثيقة ولايوجد من يدافع عنه او يعامل مواطني الدول الاخرى التي تتعمد اذلال العراقي بالمثل بوجود حكومات لم تعد ذات قيمة في نظر حكومات الدول الاخرى .
بالامس عبرت ” الكويت ” محافظة صدام حسين التاسعة عشرة ” عن امتعاضها من اتخاذ ” دول الاتحاد الاوربي قرارا ضد مواطنيها بعد انتشار وباء ” كورونا” واستفز هذا القرار ” دولة الكويت” وحذرت دول الاتحاد الاوربي من التعامل بالمثل .
ورد التحذير على لسان وكيل وزارة الخارجية الكويتي.
اذا المسالة لاعلاقة لها بوجود عسكري اجنبي او قواعد لدول اخرى محتلة على ارض البلد انها تتعلق بمدى حرص السلطة او الحكومة والشخصيات المسؤولة في ذلك البلد على مواطنيها واحترامها لهم فكم شعرت بالفخر بالرغم من اني لست كويتيا وانا اسمع مسؤولا كويتيا يهدد دول الاتحاد الاوربي باتخاذ اجراءات مماثلة ضد مواطنيها مؤكدا على وجود مرضى يمكنهم العلاج خارج الكويت فضلا عن الزمالات الدراسية في تلك البلدان.
وشعرت بالخيبة من ممارسات حكام العراق الذين لاعلاقة لهم بالمواطن حامل جواز السفر العراقي في الخارج ولاشان لهم بما يتعرض له من اهانات مثلما لم يكترثوا بالمواطنين في داخل البلد.
اذا المسالة لاعلاقة لها بالخشية من قوة احتلال تكبل الحاكم او تحد من وطنيته ازاء شعبه فهناك قوات امريكية موجودة في الكويت لكن هذا لم يمنع من يحكم البلاد بالدفاع عن مواطنيه لان المسالة تتعلق بالحس الوطني و” الغيرة” لدى الحاكم على ابناء الشعب. ان هذه الغيرة تبخرت لدى من يحكمون العراق منذ عام 2003 مثلما تبخرت لديهم كل معاني الوطنية بعد ان وزعوا ولاءاتهم لهذه الدولة اوتلك بما فيها الكويت التي وجدت من بينهم من يواليها بعد ان اصبح العراق مرتعا خصبا للدول الاجنبية ولم نعد نرى بين هؤلاء الحكام من تثير نخوته ما يتعرض له حامل الجواز العراقي مثلما ثارت ثائرة المسؤول الكويتي ليقف بوجه دول الاتحاد الاوربي مدافعا عن مواطنيه .
بتنا نفتقد حقا الى شيئ اسمه “الرجولة” في هذا الزمن ؟؟؟
2020-06-30