2020
بداية نهاية نظام الحزبين في رأس الهرم الامبريالي..
– بداية نهاية ” نظام القوة الكبرى ” التي تتحكم بمصائر شعوب العام – بداية مخاض طويل داخل الولايات المتحدة لميلاد نظام جديد يرفض تحكم وحكم ” نادي المال ” .
– بداية سلسلة من الفضائح التي ستسرع في انهيار الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السواء .
– الحزبان لايختلفان في النهج الاحتكاري والاستعماري العام وكلاهما لايمانع في شن الحروب وقتل الملايين طمعا في الربح غير المشروع والتسلط ونهب ثروات الشعوب وابقاء العالم المنهوب متخلفا تعليميا وصحيا وغذائيا .
بسام ابو شريف.
المظاهرات التي هبت مباشرة بعد مقتل المواطن الاميركي ذي الأصول الافريقية كانت ردة فعل على الجريمة العنصرية ، لكنها حملت في طياتها جنين ثورة بعد أن وصل تراكم القهر والكبت والجوع مبلغه لدى الطبقات المتوسطة والفقيرة في الولايات المتحدة .
وهذه الطبقات تشكل 70% ، من الشعب يضاف الى ذلك معاناة التجمعات ذات الأصول غير الاوروبية من ممارسات عنصرية ” دموية ” ، في كل مجال من مجالات الحياة في الولايات المتحدة ، وبامكاننا اعطاء مئات الأمثلة على ذلك : لكننا نشير سريعا الى جريمة العتصرية الكبرى التي مازات ترتكب منذ أكثر من مئتي عام ، وهي الجريمة ضد أهل البلاد الأصليين الهنود الحمر الذين أباد الاوروبيون ملايين منهم ، ومازال يحتفظ بعدد منهم في معسكرات اعتقال ، ويتحكمون بكل صغيرة وكبيرة في حياتهم بما في ذلك الزواج والانجاب .
وشهدت كل حرب شنها هذا النظام ممارسات عنصرية دموية ضد مواطنين اميركيين لهم أصول مرتبطة بالبلد الذي تحاربه الولايات المتحدة ، مثلا عندما بدأت حرب الولايات المتحدة على اليابان قام النظام الامبريالي العنصري باعتقال كل الاميركيين ذوي الأصول اليابانية وزجهم في معسكرات اعتقال الى مابعد نهاية الحرب .
ويعاني اللاتينيون ” اميركيون من أصول اميركية لاتينية ” ، من ممارسات عنصرية تشمل القتل دون محاسبة خاصة في الجنوب وحتى حدود المكسيك ، كذلك يعاني المسلمون الاميركيون ممارسات عنصرية وكراهية وحقد ، وتشن عليهم حرب يومية أما ذوو الأصول الافريقية ، فالمعاناة مستمرة رغم قانون الحقوق المدنية .
نظام امبريالي ينهب الشعوب ، ويبث الحقد والكراهية داخل مجتمعه ضد التجمعات الاثنية والمنتمية للقوميات التي ارتكبت مجازر لابادة أصحاب الأرض الهنود الحمر ، هؤلاء الذين يحكمون هم أحفاد المهاجرين الأوائل الذين ارتكبوا المجازر … ومن هم ؟
الدفعات الكبيرة الاولى ” للبلاد الجديدة ” ، كانت محصورة في نزلاء السجون البريطانية والايرلنديون والاوروبيين …. مجرمون كانوا محكومون في اوروبا لمدد مختلفة …. أرسلوا للأرض الجديدة لارتكاب المجازر لصالح الأنظمة الاستعمارية ، واختلف الوضع مع الفرنسيين لاحقا بعد ثورتهم ودعمهم لاستقلال البلاد رغم أنف سيدة الاستعمار انجلترا فانجلترا هي التي أسست الاستعمار والحقد والتآمر والنهب والحروب .
بدأت المظاهرات كرد فعل مباشر على قتل الرجل الاميركي ذي الأصول الافريقية بدم بارد ركبة الضابط الأبيض ظلت تضغط على رقبة الرجل الأسود حتى اختنق …. ويقول الضابط : لم أقصد قتله !! …. ماذا كان يقصد ؟ …. فقد كانت آخر جملة قالها الرجل الأسود : ” لا أستطيع التنفس ” ، لكن الأمر بعد اليوم الثاني لم يعد رد فعل على قتل رجل أسود .
تحول الأمر تدريجيا الى ثورة ضد النظام العنصري الفاسد ، وأجهزته العنصرية الفاسدة وبدأت هيكلية هذا النظام بالانهيار عبر كافة الولايات ، وأصبح المجتمع منقسما بوضوح : المتحكمون بالمال والسلطة والجيش والأمن والأكل والنفط والحروب ، وبين الأغلبية التي تعمل وتشقى لينهال الربح وأموال الفساد على ” نادي المال ” ، الذي يحكمه عن بعد وعن قرب روتشيلد وشركاؤه ، ورغم أن هذا النادي الذي شعر بالخطر قبل فترة مازال يتحكم بالمؤسسات ويستخدمها بنفس عنصري لمصالحه حتى لو عنى ذلك قتل الملايين لكنه في هذه المرة يشعر بخطر حقيقي كاد يفقده توازنه ( لدرجة أن رئيس البيت الأبيض هدد باطلاق الكلاب المفترسة على المتظاهرين ) ، بين الشعور الأول وهذه اللحظة بالذات حاول نادي المال ” ونجح الى حد كبير ” ، بتنفيذ مخطط الصهيونية لتحويل المسيحيين الانجليكانيين الى صهاينة يعتنقون اليهودية ، ويروجون لترامب على أنه المسيح المنتظر ، أي أنهم عززوا قاعدتهم لتصبح قاعدة انجليكانية يهودية أسميت ” المسيحية الجديدة ” ، وهذا مادفع نتنياهو للقول : ” أنا لا أحتاج أصوات اليهود ونفوذهم ، ولدي المسيحيين الجدد ” .
أنا أرى هذه خزعبلات ، لكن الاميركي البسيط هو صيد سهل للصهيوني العتيق طبعا في ظل تحكم النادي بالأنظمة العربية ، واجبارها على ” تسييد ” ، اسرائيل والخضوع لها ودفع فواتيرها بما فيها فواتير ارتكاب المجازر بالفلسطينيين ، مايجري في الشارع الاميركي هو دليل على أن هنالك نمو جديد بنوع جديد لدى اطبقات الفقيرة والمتوسطة في فهم طبيعة هذا النظام وارتباطاته الكاملة ، فلم تعد ثورته احتجاجا على قتل الرجل الأسود بل تحول الاحتجاج على قتله الى مدخل للمطالبة بالتغيير الجذري ، والنقدي للعنصرية وكافة المؤسسات التي تدين بالعنصرية ، وترتكب الجرائم ضد مواطني الولايات المتحدة وشعوب الغالم على السواء وبدا واضحا أن بايدن الذي يمثل الحزب الديمقراطي كمرشح للرئاسة يقف نفس موقف ترامب مما يجري ويدور ، والتقت مصالح ” نادي المال ” ، بيافطتيه الجمهوري والديمقراطي .
وحدد المتظاهرون أهدافهم بالتدريج ، وأصبح واضحا أنهم يتصدون للمواقف ، وليس لليافطات ، فاذا كان موقف الحزبين من هذه القضايا الحياتية الأساسية هو موقف واحد ، فان هدف المتظاهرين هو التصدي للحزبين لأنهما أدوات لنادي المال للتحكم بالشعب واستغلال السذاجة السياسية للمواطن الاميركي لزيادة ربحهم كناد ، وزيادة آلام الاميركيين والشعوب المنهوبة .
لايمكننا أن نحلم ، ونقول ان هذه المظاهرات سوف تحدث التغيير لكننا لانحلم أبدا اذا حددنا أن هذه الشرارة سوف تحتاج وقتا لاشعال النار في الهشيم ، وبين الشرارة والاشعال ستظهر أشكال متعددة من رفض النظام وطرق متعددة لمحاربته ، ولن تعود الطبقة العاملة اطلاقا أداة طيعة كما كانت من قبل أيار / حزيران .
ومن خارج الولايات المتحدة نرى أن أخطر مايمكن أن يحصل ، هو أن يترك الشعب الاميركي وحده يجب على شعوب العالم ومناهضي العنصرية والحقد والكراهية أن يهبوا لنصرة المتظاهرين الاميركيين ، وستكون هذه الهبات مكلفة بدورين الدور الأول : اشعار الشعب الاميركي بأن شعوب العالم تقف معه ضد النظام الذي يستغله ويستغلها .
والدور الثاني : هو مواجهة أنظمتها العنصرية والاستعمارية والناهبة لهم وللشعوب ، وأهم بقعة يجب أن تتحرك في هذا الاتجاه ، هي فلسطين التاريخية أي ما اغتصب عام 1948 ، وما اغتصب عام 1967 ، لابد لأهلنا في أراضي 1948، من لعب دورأساسي في تشكيل هيئة مناهضة للعنصرية في أجهزة الحكم والتحكم الاسرائيلية ، وأحزابها الدموية العنصرية .
ومثل هذه الهيئة يجب أن تضم كل المناهضين للعنصرية ، وقد يكون أولهم العرب والأثيوبيون الذين يعانون من تفرقة عنصرية شديدة في اسرائيل …. هيئة ضد عنصرية النظام ، فاسرائيل ليست دولة يهودية انها دولة عنصرية لأن الكثير من يهود اسرائيل يعانون من عنصرية الأوكرانيين ” الخزر ” ، وهم ليسوا يهودا بل متنكرين بلباس اليهودية .
هذا سلاح جديد اضافي لابد من انتشاره للتصدي لحكومة نتنياهو ومؤسساتها العسكرية والأمنية ومقاومتها لازالة الاحتلال وآثاره .