لمحات عن الشهيد مهدي عامل! تعريب: لينا الحسيني. عُرف المفكّر حسن حمدان باسمه المستعار الشهير مهدي عامل. “مهدي” في إشارة إلى الشخصية الدينية المنتظرة، والشيعية على وجه الخصوص، و”عامل”، تعني في اللغة العربية المساهم في انتاج ما، وأيضًا نسبة إلى منطقة جبل عامل في جنوب لبنان، حيث تعود جذور عائلة حمدان. شكّلت هذه المنطقة، التى عانت طويلاً من الفقر والتهميش، نقطة الانطلاق لحركة السّيد موسى الصّدر في السّتينيات، والتي حازت على تأييد الطائفة الشيعية في لبنان. تمّ اختيار الاسم بطريقة مجازية، جمع بين مكان النشأة (جبل عامل) والشّخصية النّموذجية للماركسيّة (عامل). برأيك، كيف قادت المنطلقات المكانية والفكرية مهدي عامل إلى الماركسيّة والشيوعيّة؟ يمكنني تحديد العديد من العناصر التي أثّرت مجتمعةً في تشكيل الوعي الذي قاد والدي إلى الشّيوعية. كان للمدرّس الفلسطيني الذي علّمه في الصّف الأوّل الثّانوي، أثرًا كثيرًا في حياته. فالمدرّس لم يكن شيوعيًا ولكنه أذكى معرفة مهدي عامل حول فلسطين والعروبة. ثم، إذا عدنا إلى أبعد من ذلك، فهناك السّياق العائلي الذي نشأ فيه عامل. فوالدته، التي كانت أرملة ولديها طفلان من زواج أول، كانت زوجة والده الثانية، الذي أبقى على زوجته الأولى، التي كان لديها العديد من الأطفال. وهكذا، ظلً الزواج الثاني مخفيًا لفترة طويلة عن عائلة والده، وعندما تمّ الكشف عنه، ترتّب على والدة عامل تحمّل العداء الطويل والقاسي من الزوجة الأولى. ونتيجة لذلك، عاش مهدي عامل لفترة طويلة مهمّشًا، لم ير والده إلا نادرًا، وشارك معاناة الأم في عزلتها. هذه السنوات من طفولته لعبت دون شك دورًا هامًّا في تنمية حسّه بالعدل والمساواة. يضاف إلى ذلك أصولنا الجنوبية. كما ذكرت، فإن جنوب لبنان الشيعي في الغالب، كان يعاني من الحرمان والتهميش المزمن من قبل الدولة اللبنانية. لم يكن هناك سوى القليل من البنى التّحتية العامة الأولية والمدارس والمستشفيات … لم ينشأ والدي في الجنوب اللبناني، بل أمضى طفولته في منطقة بيروت، ثم لا أعتقد أنه أصبح مدرك حقًا، كطفل، لهويته الشيعية. ولكن، على أي حال، يمكننا أن نفترض أنّ تأثير العائلة التي انحدر منها، قد تداخل مع الواقع المجتمعي الذي عاش فيه وشكّل وعيه. أخيرًا، أثّر والده في تنمية حبّه للثقافة. في الواقع، بعد فترة وجيزة من طفولته، جمع جدي العائلتين في نفس المنزل. كان جدي شغوفًا بالثقافة، ينظّم باستمرار لقاءات حواريّة في ديوان المنزل مع الشعراء والمفكرين، يتخلّلها تلاوة القصائد.. هذه الأجواء أثّرت في والدي، وأيقظت فيه الفضول الثقافي، واهتمامه الفكري، وما إلى ذلك..
(من مقابلة أجريت مع رضا حمدان نجل المفكر الماركسي مهدي عامل، على هامش صدور كتاب “رجلٌ في خفّين من نار” تأليف والدته إيفلين بران) الصّورة تجمع مهدي عامل وإيفلين بران، حزيران/ يونيو 1960، نُشرت في كتاب L’Homme aux
تعليق واحد
من اغتال المفكر اللبناني مهدي عامل هو ليس من اطلق النار عليه ،،،، بل هوذلك الفكر الظلالي والتكفيري لمجرم
على روحه السلام
ولتبقى 19 ايار ذكرى يوم الكلمة والكتابة والتعبير في لبنان