هل تتحرك السلطة ضد الضم ؟
بسام ابو شريف.
يقول نتنياهو بأنه متأكد من دعم اميركا لمشروع ضم الأغوار وشمال البحر الميت الى اسرائيل ، وكان قد بدأ بضم أراضي الحرم الابراهيمي بالخليل ، وهي ليست من أراضي الأغوار أو شمال شرق البحر الميت ، بل هي في الخليل وأراضي وقف اسلامي وتعتبر ممنوعة لأي كان .
شيء مضحك ومقرف ومقزز ، بومبيو أجاب على سؤال في مؤتمره الصحفي حول الضفة الغربية قائلا بحماقة وقذارة : أمر الضم يعود للحكومة الاسرائيلية ” ، وكان قد أعلن سابقا أن هذا الأمر لم يقرر كموضوع بحث ، السلطة الفلسطينية اتخذت موقفا رافضا لمشروع وصفقة ترامب نتنياهو ، وتمسكت بالبرنامج الفلسطيني ، وهو حل الدولتين الذي يعني اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، والتمسك بحق العودة ، وهذا يعني أن السلطة ستقاوم أي محاولة لفرض الصفقة على الفلسطينيين بالقوة .
اعلان نتنياهو أن الضم سيكون بعد شهرين ( أي في شهر تموز ) ، يحتم على القيادة الفلسطينية انهاء لمسات أخيرة على خطة الدفاع عن الأرض ، ومنع الضم الذي سيحاولون فرضه بالقوة ، لكن كافة المؤشرات التي تصدر عن الرئيس الفلسطيني والحكومة الفلسطينية تدل على أن السلطة تعيش حالة يمكن وصفها بالعدمية ، وغير المؤثرة وغير الفاعلة .
هذه الحالة لن تجنب السلطة من تحمل مسؤولية مايجري ان هي صمتت على ما تعرضه اسرائيل سوف تتحمل مسؤولية ، وان هي وضعت يرنامج التصدي وعملت على أساسه ستتحمل المسؤولية ، وفي الحالتين على السلطة أن تدرك أن أي تعاون ميداني أمني مع اسرائيل ، هو تسليم نفسها لاسرائيل وتسليم الشباب الفلسطيني لمخابرات العدو ، وآن الأوان أن يدرك الجميع أن اسرائيل بأجهزتها تستخدم السلطة وأجهزتها لضرب حركة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني مقابل خدمات تافهة لبعض القيادات .
من ناحية اخرى يجب أن تعلم السلطة مايعلمه الشعب من أن روح الانهزام سادت وصارهم أغلبية أعضاء القيادة ” تدبير أمورهم ” ، و” تحويش مايمكن تحويشه ” ، والأخبث والأمر هم هؤلاء الذين نهبوا الأملاك العامة ، وحولوها الى أملاك خاصة ، واحتموا ( وهم قيادات في السلطة ) ، بأخذ ” الجنسية الاسرائيلية ” ، وجوازات سفر اسرائيلية .
هؤلاء أصبحوا تحت السيادة الاسرائيلية قبل أن تصادر اسرائيل الأرض وتهجر الشعب .
يظن هؤلاء أن الاسرائيليين سيتعاملون معهم بشكل مختلف ، وهذا عين الحماقة والغباء فاسرائيل تستخدم عملاءها وتعصرهم ثم تقذف بهم الى سلة المهملات ، وليتذكر هؤلاء ماذا كان مصير جيش لبنان الجنوبي وقادته ، نعود لنقول ان المطلوب وضع برنامج مواجهة وهذا لايمكن أن ينفذ الا بعد اتمام : –
1- توحيد الصف الفلسطيني بتشكيل قيادة طوارئ من كافة التنظيمات ، وفي ظل قانون الشراكة ، وليس هيمنة فصيل على الآخرين .
2- اقامة قيادة مشتركة اردنية فلسطينية ( دولة فلسطين والمملكة الاردنية ) ، لرسم البرنامج المشترك للمواجهة ، فالاردن عقد اتفاق سلام له شروطه ، والاردن راعي المقدسات وفي عهدته هذه المقدسات ، والاردن سيكون في خطر ان أتمت اسرائيل تنفيذ ضم الأغوار وشمال البحر الميت .
3- وضع البرنامج العملي ميدانيا في كل قرية وبلدة ومخيم للتصدي لعملية الضم .
4- دعوة متصلة لكل الهيئات العربية من الجامعة العربية للاتحادات والنقابات واللجان لتحريك الجو العربي استنادا لاتفاق الدفاع العربي المشترك ، ولقرارات القمم كلها التي تؤكد على المشروع العربي للسلام .
5- التحرك الدولي الفوري بتنسيق مع دول عربية وروسيا والصين واوروبا ( اوروبا تملك موقفا ولا تملك اجراءات ) ، وممارسة الضغط في اميركا على البيت الأبيض من خلال تحريك رجال في الكونغرس ، والاتصال بمن يستطيع أن ينتقد سياسة ترامب الشرق أوسطية هذا هو بداية التحرك الذي سيزيد من صعوبة اقدام اسرائيل على خطواتها ، وسيولد في صفوف الشعب الفلسطيني زخما جديدا لمقاومة الاحتلال
2020-04-28