علي رهيف الربيعي. ثورة كلمة عربية من فعل ثار ثورا وثار ثورانا . ثار فلان من الناس بمعنى غضب . ونستطيع أن نقول ثار شعب من الشعوب ضد الاستعمار أو ضد الاحتلال الأجنبي . وأقرب كلمة إلى ” ثورة ” ربما كلمة ” تمرد ” . هذا معنى الثورة في العربية . وفي القرن التاسع عشر أو في القرن العشرين عرف الناس كلمة ” ريفوليوشن ، وجرى تردد بين أن يترجموها إلى ” ثورة ” أو إلى ” انقلاب ” . يقول الياس مرقص : ” وأذكر أن جريدة الحزب الشيوعي التركي في زمن مصطفى صبحي ، أي في عام 1920 كان عنوانها ” انقلاب جولي ” ، أي طريق الانقلاب أو طريق الثورة ” (1) . وحتى اليوم نقرأ أسماء صحف إيران فنعثر على عبارة ” انقلاب إسلامي ” ، وتعني ” الثورة الإسلامية ” وهذا يبرر أن نسائل عن الثورة الإسلامية . هل تريد إعادة عصر الخلفاء الراشدين ؟ . ثورة 23 تموز / يوليو 1952 كان اسمها في البداية الانقلاب العسكري ثم الثورة المصرية . في دستور حزب البعث العربي الاستراكي في عام 1947 ورد أن حزب البعث العربي حزب ثوري انقلابي . الثورة انقلاب كبير جذري وشامل وهي تقابل فكرة الإصلاح . وجاء وقت صار الإصلاح يعني عدم الثورية ، ويعني اليمين العمالي الأوروبي ، أما كلمة انقلاب فصارت تشير إلى انقلاب في القصر أو انقلاب العسكر ، بينما الثورة تعني أن المجتمع كله انقلب ، أو أن حزبا سياسيا هو حزب الجماهير الكادحة قام بثورة . وحتى لو أن هذا الحزب قام بثورة عظيمة بواسطة عسكريين ، فإياك أن تقول إن هذه الثورة انقلاب ، لأن كلمة انقلاب ضمت ألى باب الشر في القاموس السياسي العربي . فإذا قلنا ” ريفوليسيون ” فإن الفرنسيين يقصدون ثورة 1789 ، لأن معنى كلمة ” ريفولت ” هي ثورة أو تمرد . الكارثة هي أننا لا نفحص الكلام ، والمصيبة أننا ضخمنا كلمة ” ثورة ” من دون أي سببب . إن فكرة الثورة السياسية والاجتماعية الشعبية تتضمن فكرة الانقلاب والإطاحة والتغير . المصدر : (1) الياس مرقص ، حوارات غير منشورة . ص 317 2020/04/12