ماذا يعني الرد الإيراني !
محمود فنون.
استمعت لبرنامج إذاعي يعلق فيه المتصلون على الرد الإيراني على الجريمة الأمريكية الإرهابية التي تمخض عنها استشهاد القائد الإيراني الكبير اللواء قاسم سليماني واللواء العراقي مهند المهندس ورفاقهما وكل يدلي بدلوه .
المهم أن منظم البرنامج قال بأنه اتصل مع عسكريين عراقيين في الجانب العراقي من القاعدة ا في عين الأسد وأنهم أفادوه بأن اثنا عشر صاروخا من أصل أربعة عشر صاروخا سقطت في الجانب الأمريكي من القاعدة وأنها حققت إصابات مباشرة في الآليات والأعتدة بما فيها أنواع من الطائرات مجنحة وغير مجنحة ودمرت رادارا… ، ولم يتأكد العسكريون العراقيين من وقوع إصابات في الجيش الأمريكي المعادي سلبا أو إيجابا . ولم يتحدث منظم البرنامج عن القاعدة المستهدفة الأخرى .
وهنا أسجل الملاحظات التالية :
أولا : إن إيران دولة حرة ومستقلة بموقفها وقراراتها وهي بهذا ولمزيد من التأكيد ليس دولة تابعة أو تدور في فلك غيرها . وهذا مهم جدا ويميزها عن معظم دول ما يسمى بدول العالم الثالث .
ثانيا : أنها أعلنت بأنها سترد على العدوان الأمريكي الذي أدى الى استشهاد سليماني وصحبه وأعلنت ذلك جهارا نهارا دون خوف أو وجل ، ونفذت إعلانها هذا جهارا نهارا ودون خوف أو وجل .
ثالثا : لقد تميزت الدولة الإيرانية بأنها أول دولة من دول العالم تهدد أمريكا وتضربها في قواعدها العسكرية وبسلاح لم تستطع ترسانة حرب النجوم الأمريكية أن تتلافاه رغم تريليونات الدولارات التي أنفقتها للرد على حرب الصواريخ.
رابعا : لقد أكدت إيران بشكل حاسم إنتقالها من موقف الممانعة إلى موقف المقاومة . هذا الموقف الذي بدأته بدعم حزب الله والمقاومة الفلسطينية وبمساندة سوريا في دفاعها عن الوطن في وجه أمريكا وحلفها وأدواتها ، وحينما ردت على اختطاف السفينة الإيرانية باختطاف السفينة البريطانية واحتجازها بشكل صريح بعكس بريطانية التي لم تصرح بدورها في اختطاف السفينة الإيرانية ،وبإسقاط طائرتين أمريكيتين كما صرح ترامب في مؤتمره الصحفي اليوم . كما صمودها تحت الحصار وفي الخليج.
هناك إذا تتالي مواقف مبدئية تشكل نهجا ممانعا ومقاوما مورس ويمارس في الواقع .
لقد حصل الرد إذن ! وهو ضرب قواعد امريكية !وقد حصل رغم وساطات ودعوات الدولة المؤثرة الصديقة والعدوّة في العالم لثني إيران ودفعها لامتصاص ألمها دون رد.
لقد أكدت في أكثر من مناسبة أن الصراعات الدائرة في منطقتنا هي ليست دينية ولا مذهبية وطائفية . إنها صراعات سياسية اقتصادية بشكل لا لبس فيه . وقد استطاعت أمريكا تجنيد دول الرجعيات العربية وبالأخص دول النفظ في الخليج ومعها تيارات الدين السياسي ” السنيّة والوهابيّة ” لتكون أدوات أمريكا في الحرب بشريا وماليا وخدمة صافية للمصالح الأمريكية وهيمنتها ومعها تركيا وهي جزء اساسي في حلف الناتو وأداة قذرة من أدوات أمريكا ومعها إسرائيل .
وبهذه التوليفة حدث كل هذا الدمار في العراق وسوريا وليبيا واليمن ، وبهذه التوليفة سيطرت الثورة المضادة في مصر والسودان وتونس ، ولا زال الصراع مستمرا .
وهو صراع ضد الأمة العربية ومعها إيران وبالتأكيد مرة أخرى هو صراع سياسي اقتصادي .
وتشكل سوريا وإيران وحزب الله تحالف قوى الممانعة والذي انتقل منذ مدة إلى تحالف المقاومة النشطة والإيجابية في وجه الغطرسة الأمريكية .
ومن حقنا أن نشعر بالإعتزاز والكرامة من الرد الإيراني وصمود م المقاومة الوطنية في سوريا وبثبات حزب الله وتطور قواه العسكرية .
أما المريدون من القوى السياسية الدينية والوهابية فهم من أتباع السعودية وقطر وتركيا وقد تم تضليلهم وهم بأنفسه يمارسون عملية تضليل للجماهير المؤمنة البسيطة لتكون في صف أمريكا ومنهم يتم تجنيد عشرات الآلاف ليقاتلوا بلدانهم وامتهم بالسلاح الأمريكي ومال العربية النفطية في الخليج العربي . ومعهم جيش من عملاء أمريكا وإسرائيل ، ومعهم كتاب وصحفيون مدولرون ، ووسائل إعلام مأجورة تخدم ذات الأهداف .
عاشت إيران المقاومة
عاشت سوريا المقاومة
حزب الله المقاومة
والخزي للعملاء من كل شاكلة وطراز
2020-01-10