مجزرة السنك… التنسيق من أجل التوريط!
سلام موسى جعفر.
منذ الدقائق الأولى التي وصلتني فيها أنباء المجزرة البشعة في كراج السنك، حددت الجهة الفاعلة. فكل المؤشرات كانت تدل على أن مليشيات محسوبة على إيران ستقوم بعمل ما ضد المتظاهرين. وبناء على ما توصلت اليه من نقاشات مع الأصدقاء المهتمين بالموضوع قررت عدم الاستعجال والانتظار حتى الصباح لتتضح الصورة قبل الإشارة علنا الى الجهة الفاعلة. وقد كنت محقا بإشارتي الى أن أمريكا والأحزاب يتفقان على منع سقوط النظام ولكنهما يختلفان على الحصص. وكنت محقا أيضا عندما قلت ان كل جهة منهما تحاول تعكير مياه الآخر لغرض الاصطياد السهل والسريع.
التنسيق الأمني والاستخباراتي واللوجستي بين أجهزة الدولة ذات الولاء الأمريكي وبين مليشيا الأحزاب ذات الولاء الإيراني قبل وأثناء وبعد المجزرة الذي أشرت اليه في مقال سابق، إنما تم وفق صيغة “الاتفاق على منع سقوط النظام” إلا أن الحملة الدولية والإعلامية التي أعقبت المجزرة بينت أن الطرف الأمريكي كان ينوي منذ البداية الى ” التنسيق لغرض التوريط والاصطياد في المياه العكرة”.
لا يجد المتابع لتصريحات المسؤولين الدوليين بما فيهم وزير الخارجية الأمريكي ورئيس وزراء الكيان الصهيوني وما تكتبه الصحافة الاوربية والأمريكية والإسرائيلية والخليجية والمواقع الإعلامية أي صعوبة في التوصل الى وجود حملة منسقة ضد الحشد الشعبي. لا توجد مفردة “مليشيات أحزاب” وانما “مليشيات الحشد الشعبي”. مع العلم ان الجهة الفاعلة هي فصيل مسلح كان قائما قبل تأسيس الحشد بفترة زمنية طويلة. ترافقت مع صدور بيان باسم الحشد وعلى الموقع الرسمي له يعلن المسؤولية عن جريمة السنك ويبررها. ورغم ان الحشد أعلن في وقت لاحق تعرض موقعه الى الهكر وان البيان ملفق الا ان الصحافة الغربية واصلت نشر البيان على أنه اعتراف بالجريمة دون الإشارة الى التكذيب. أما صحيفة الاندبندنت، وهذا ليس غريبا عليها في ظل دورها التابع، فقد ذهبت الى ما هو أسوء من ذلك عندما زعمت أن الحشد الشعبي سحب بيانه ولم تقل كذب البيان.
ليس جديدا عل دكاكين المدنية من كل أصناف الليبراليين الجدد ومن أيتام بريمر أن تقف الى جانب الاحتلال الأمريكي للبلاد وتتبنى أجندته. لكن الجديد أن تفعل ذلك دون أن تترك الباب مواربا قليلا. فعلى سبيل المثال فأن الموقع الالكتروني لحزب رائد فهمي صار يتبنى الحملة الدولية ضد الحشد الشعبي حرفيا وينقل على مدار الساعة المقالات التي تهاجم الحشد دون تحفظ، ويستخدم نفس اللغة ونفس المفاهيم المستخدمة في الصحافة المعادية للعراق. ولم ينشر الموقع حتى ساعة كتابة هذا المنشور التكذيب الرسمي الذي أصدرته هيئة الحشد على البيان الذي نشر باسمها رغم مرور ساعات على صدور التكذيب الرسمي المذكور. العكس بالضبط هو ما فعله الموقع فقد نشر تلفيقات الاندبندنت تحت عنوان ” الحشد يسحب بيانه عن مجزرة بغداد لافتضاح تناقضاته”!
2019-12-10