فاديا علي مطر. _ لم يكن كلام السيد نصرالله في ذكرى أربعين الحسين تحذير فقط ، لا بل هو كلام دقيق و موضعي جداً ، فالتحذير الذي أطلقه السيد لمقولات و تصرفات و مبطنات تجتاح الشارع يجب أن تؤخذ بجدية لجهة عمقها و حرفيتها و خطر تعويمها في موجة شعبية ، فخيارات الإصلاح كانت و مازالت متوفرة ، ولكنها تحتاج لخيارات سياسية و مواقف لاتستطيع بعض القوى الداخلية ” المرتهنة ” إتخاذها ، و هي خيارات حقيقية طرحتها المقاومة سابقاً في عدة حكومات تحمل ذات أشخاص السلطة الحالية ، لكن النداء ” بإسقاط العهد ” هو كلام ليس ” شارعياً ” و لا يحمل شعارات الشارع الحالي القابل لركوب قوى سياسية معرفة المصدر و مسقط الرأس ، وهو ما شمله السيد بقوله ” لن تستطيعوا إسقاط العهد ” ، فهو الغاية القديمة الجديدة لمحور إقليمي بات ساعياً بقوة لدرء خسارات ميادينه السياسية و العسكرية ، ويحاول عبر الضغط المالي العودة إلى تجييش شارع مكتظ بقوى تقامر حتى اللحظة بمستقبل لبنان السياسي و الإقتصادي و دوره المقاوم في كل محيطه ، فدعوة سماحة السيد و تحذيره القوي لمرتكبي الإنحدار الإقتصادي و السياسي و العسكري و الذين يقبعون في سلطات لبنان بفرض إقليمي و دولي بحجة التوازن الداخلي ، هي دعوة حقيقية و تحذيرية لعدم زج المقاومة و مرتكزاتها و شارعها و مكنوناتها و أصالتها و رسالتها في تغيير هرم الحكم الذي تعمل على إذابته قوى داخلية بلباس خارجي متعدد المشارب ، و هو غاية يبررها لنفسه شارع الخارج الذي لا يهتم لقضية الشعب و لو على حساب بقاؤه أو فنائه أو دفعه بإتجاه الهلاك ، رغم وجود البدائل التي تنقذ الشعب و تعوم مدخراته لكن بمقابل لا تستطيع بعض هذه القوى المرتهنة دفع أثمانه ، فهل تعيد ” قسد ” و غيرها من قوى الرهان الخارجي تجاربها في شارع يغلي مجدداً ؟ أم أن الثمن الذي يجب دفعه لتهدئىة الشارغ المغلي ستكون بقواعد إشتباك داخلية جديدة ؟ فهي ما يختلط به شارع لبنان الذي يغلي على نار حقد و فقدان ثقة و لعبة بصماتها ترفعها كلمات سماحة السيد نصرالله في ذكرى أربعين الحسين و ذكرى الدم المبارك الذي لم تزل كرامته حاضرة حتى القيام … بقلمي … 2019-10-19