“السيد” ترامب يخاطب ” العبد ” اردوغان!
محمود فنون.
ترامب يقول لأردوغان : ” لا تكن أحمق “
هذا شأن ترامب في مخاطبة تابعيه ومطاياه بالإستهزاء والأوامر والإذلال .
ولكن لماذا اردوغان هذه المرة ؟
أمريكا “سحبت” قواتها من الشمال السوري أو لنقل أعادت تموضعها حتى الآن، فاتحة الطريق لغزو الشمال السوري وكان هذا بعد اجتماعات متواصلة بين الطرفين بشأن تطبيق سياسة ” المناطق الآمنة ” شمال سوريا حيث اتفق الطرفان على الفكرة وبدأ التطبيق .
وبدأ الجيش التركي عدوانه على سوريا فعلا منذ 9/10/ 2019م ميلادي وعلى الفور بدأ الجيش السوري بالتحرك إلى المنطقة لتحريرها ودخل فعلا عدة مدن وقرى ، وحصل تفاهمات مع القوات الكردية التي شعرت بجدية تحرك الجيش السوري لإنهاء الوضع القائم في الشمال الشرقي السوري وخرجت جماهير المناطق المحررة في تظاهرات ابتهاج بدخول الجيش السوري وتنفيذ سياسة تحرير تلك المناطق .
أصبح الأمر خطيرا :
فمكونات المنطقة ترفض دخول الجيش التركي المعتدي وتشعر بجدية دخول الجيش السوري وتصميمه على تحرير الأراضي السورية من سيطرة القوات الكردية ومن الجيش التركي معا . وهي الحرب الضروس إذن.
أما أمريكا التي اعطت تركيا موافقتها . فعلى ما يبدو أن هذه الموافقة مشروطة من جهة ، وتفتح الباب على مخاطر جدية على السكان من فتك الجيش التركي ، وكذلك تؤجج الحالة بخلق تعقيدات كبيرة في العلاقات الدولية بين الناتو وحلفائه من جهة وروسيا وإيران وسوريا من جهة أخرى . فالأمر جد خطير .
وأمريكا تريد أن تعفي نفسها من المسئولية الناتجة عن سلوك الجيش التركي مع حلفائها الأكراد والقوات التي صنعتها ومولتها لتشترك في الحرب على سوريا وقد تخلت عنهم بعد ان استخدمتهم كمرتزقة إلى حين.
وقد هددت تركيا بالويل والثبور إن هي تعدت خطوط متفق عليها “
فيقول ترامب في رسالته لأردوغان :
“سوف ينظر إليك التاريخ بشكل إيجابي إذا قمت بذلك بطريقة صحيحة وإنسانية، وسوف ينظر إليك الى الأبد كشيطان إذا لم تحدث الأمور الجيدة.” الرسالة
فالأمور الجيدة هي الأمور المتفق عليها ومنها التفاوض مع القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية كما جاء في رسالة ترامب :
“ولفت ترامب إلى أن “اتفاقا عظيما” أمر ممكن إذا قام الرئيس التركي بمفاوضة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ” الرسالة
يعني 1- هناك موافقة واتفاق وهذا لا بد أن يكون واضحا فتركيا في حلف الناتو ولا يمكن أن تقوم بحركة تقف أمامها روسيا وتؤدي تعقيدات كما ذكرنا أعلاه وإلى توريط الناتو. فتركيا في الخدمة وحسب الأوامر بغض النظر عن الجعجعة الكلامية.
2- هناك معادلة معقدة تنشأ ونشأت عن هذا الدخول حيث بادر الجيش السوري إلى الحركة ووقفت قوات سوريا الديموقراطية في مواجهة العثملي والعثملي هاجمهم بدون رحمة وهم هم انفسهم مرتزقة أمريكا وأدواتها وفي تخريب سوريا وتتخلى عنهم فعليا كما تخلت إسرائيل عن جيش جنوب لبنان وكما تواجهت امريكا مع داعش وتركت مليشيات حلفائها تتقاتل وتدمر بعضها البعض في ميادين القتال في سوريا .
تدل الرسالة أن ترامب كلف اردوغان ليقوم بمهمة محددة وسوف يكيل له المديح إن قام بها بطريقة صحيحة أو يؤنبه وينظر له كشيطان إن أخطأ.
يرفع ترامب اصبعه في وجه اردوغان : إفعل كما أمرتك وإلا ادمر اقتصاد تركيا كما فعلت سابقا !!” لا تكن أحمق “
بينما اردوغان يرتعد كالتلميذ الخائف أمام معلمه .
ومن المعلوم أن اقتصاد تركيا محكوم بحجر سنمار الذي يتحكم به ترامب وأمثاله.
حبذا لو كانت تركيا حرة ولكنها لن تكون بمثل هذا النظام الخانع حتى العبودية والجبان حتى التسييل في اللباس.
18/20/2019م