السيادة العراقية خط أحمر .. لا تنشروا فوضى السلاح في ارض السواد .. ثائر جبار
على خلاف التصريحات ذات المعنى العام التي تصدر احيانا من المرجعية مثل (المجرب لا يجرب) والتي تترك المتلقي في حيرة وتتحمل مختلف التفسيرات ، خاطب السيد السيستاني ضيفه الرئيس روحاني بكلمات واضحة لا تقبل التأويل أو التفسير بجمل تبدو وكأنها انتقادات ومطالب محددة اكثر منها نصائح وتمنيات، حيث طلب منه حرفيا ضرورة احترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية .
المطلب الاخر الذي وجهه السيد السيستاني الى روحاني هو ان يكون السلاح في العراق تحت سيطرة الدولة فقط ، السيد هنا يعرف تماما ما يقول وروحاني يفهم تماما الوضع وان السيد يوجه كلامه ليس الى الفصائل المسلحة العراقية بل الى رئيس دولة ايران ، توجه السيد بطلبه مباشرة الى من يمسك بناصية القرار حول وضع السلاح تحت سيطرة الدولة العراقية .
تم تأكيد هذا الموقف مباشرة في تصريح مكتب السيد السيستاني بعد اللقاء مباشرة والذي أعاد التأكيد على هاتين النقطتين تحديداً .
استطاع السيد السيستاني ان يضع يده على جرح القلق الذي يشغل بال العراقيين وشكلت جملته حول ضرورة احترام السيادة العراقية اهمية خاصة لاسيما وانه طرحها بحظور جواد ظريف وزيرة الخارجية الايراني والذي كان قد صرح قبل شهر تقريبا من ارض النجف بأن هذه هي ارضنا ونحن باقون فيها .. الخ ، السيد يقول لظريف هنا لا هذه ارض العراقيين وليست ارضك والنجف هي ارض المرجعية وليست ارضك ، في العرف الدبلوماسي الدولي كلمات وجمل مثل هذه والتي تحدث بها السيد السيستاني تعتبر قوية جدا وبمثابة تحذيرات وانتقادات حادة ولا شك بأن الرئيس روحاني والسيد جواد ظريف الخبير بالدبلوماسية قد فهماها بشكل واضح وسوف تزيد هذه المطالَب من شقة الخلاف داخل اجنحة السلطة في ايران حيث ان تزايد النفوذ الايراني داخل العراق والذي اصبح يشكل تهديدا بجعل العراق ساحة مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة ، يمكن ان ينعكس بشكل مباشر ويصبح مادة للتوتر والصدع داخل هرم السلطة في ايران والتي يبدو ان الثبات اوالثقة والتي طالما تفاخر بها محبوا السلطة في ايران لم تعد كذلك تماما فها نحن نرى وزير خارجية يتنقل في اربعة محطات خلال شهر واحد، يأتي الى النجف ويقول هذه ارضنا، يقدم استقالته على تويتر ، يتراجع عن استقالته ، يأتي الى النجف مرة ثانية ويستمع بكل أدب لمحدثه الذي يقول له كلا هذه ليست ارضك وانت لست باقي هنا وانما مجرد ضيف لدي وسوف تغادر كما غادر غيرك من قبلك .