مجزرة فشلوم ..سلطانكم لن يدوم !
ميلاد عمر المزوغي
مرة أخرى ترتكب العصابات الإجرامية التي ابتلي بها الشعب الليبي,مجزرة في حق احد الأحياء الفقيرة بالعاصمة,ذنبهم أنهم قالوا وبأعلى الصوت بأنهم مع بناء الدولة ومؤسساتها وتأييدهم لعلميات الجيش لأجل بسط سيطرة الدولة والقضاء على العصابات الإجرامية التي تعيث في الأرض فسادا,تارة يتهم الانقلابيون سكان المنطقة بأنهم من مروجي المخدرات,وتارة بأنهم من الأزلام,وتارة أخرى يصفونهم بالمرتزقة,لقد تعرض الحي وعلى مدى ثلاثة أيام بلياليها لأعنف قصف تشهده العاصمة وقد استخدمت فيه كافة أنواع الأسلحة وسقط العديد من القتلى والجرحى وتدمير البيوت وللأسف على مرأى ومسمع العالم ولم يحرك ساكنا.
هذه المجزرة تأتي في سياق الجرائم التي ترتكبها الميليشيات في حق أبناء العاصمة وما جاورها منذ سيطرتها على مقاليد الحكم في آب أغسطس الماضي,حيث تم حرق المطار وتدمير أسطول النقل الجوي والتنكيل بكل من يخالف هؤلاء المجرمين الرأي, ويدّعون بان العاصمة تعيش اسعد أيامها,وكأنما الجثث البشرية التي توجد بين الفينة والأخرى بشوارع العاصمة قد جيء بها من أماكن أخرى,أو أن أصحابها كانوا ينوون القيام بأعمال إرهابية لكن الله سلّم(الأحزمة الناسفة لم تنفجر),أو أن الطرف الآخر قد ألقى بهم من السماء(الطيران المعادي) لإظهار العاصمة بأنها غير آمنة (اللهم لا حسد).
هناك تواطؤ دولي مع الإخوان لإيجاد موطئ قدم لهم في الحكومة المرتقبة والدليل على ذلك اخذ الصور التذكارية مع قادة الميليشيات في الجزائر التي أصبحت وللأسف تحتضن الإرهابيين(إخوان-مقاتلة) وتدنس تراب الجزائر الطاهر المعمد بدماء الشهداء,وليخرج علينا زعيم الإخوان بالقول انه يعتذر عن أخطاء الإسلام السياسي,والتي بحق تمثل جرائم في حق الشعب الليبي,لقد كان حريا بالأمم المتحدة بان تسطر مذكرات جلب بحق هؤلاء, فمكانهم الطبيعي هو خلف القضبان,ندرك أن الغرب لا يعترف إلا بالقوي,فمجازر صبرا وشاتيلا وجنين وقانا والتطبيق السيئ للقرار 1973 الذي نص على حماية المدنيين وليس تدمير مقدرات البلد,لم يتم معاقبة مرتكبيها,الأمم المتحدة تعارض قيام سلاح الجو الليبي بقصف معاقل الإرهابيين,بينما تغض الطرف عما يقوم به الانقلابيون من مجازر في المناطق التي يستولون عليها,وكأنما هؤلاء القتلى ليسوا ببشر,بل أن الحيوانات التي لها مكانة خاصة لدى الغرب لم تسلم من القتل والتعذيب على أيدي العصابات المجرمة.
لقد جاوز الطغاة الخطوط الحمر بانتهاكهم ابسط حقوق الإنسان المتمثلة في حرية الرأي والتعبير,لقد تم قمع عديد المحاولات التي قام بها بعض الناس,سكان العاصمة العزّل لم يستطيعوا الخروج خوفا من بطش هذه الجماعات الإجرامية, ,لقد ملّت تصرف الميليشيات ولا تزال بالذاكرة مجزرة غرغور البشعة بحق الأبرياء,العاصمة تعيش حالة من الهدوء الحذر الذي يسبق العاصفة,نتمنى أن يتخذ مجلس النواب قرارا اقله تعليق الحوار مع مغتصبي السلطة وقاطعي الرؤوس.
عزاؤنا في كل ذلك أن الجيش الوطني ومن معه من الأهالي يتقدم كل يوم,بينما تفر هذه الميليشيات من المناطق التي أذاقت أهلها الويلات,ولا شك أن أيامهم أصبحت معدودة,يتصرفون بكل عنجهية, فهم يرون مصيرهم المحتوم,سلطان هذه العصابات لن يدوم,لن تغفر لهم الجماهير وسيقدمون إلى العدالة,وسيسجل التاريخ أن المواطنين البسطاء تقدموا الصفوف بصدور عارية بعد أن منعوا من التظاهر السلمي,لمجابهة قوة طاغية,مؤمنين بعدالة قضيتهم.لقد عمدت الدماء التي أسالها هؤلاء القتلة الطريق إلى الحرية,والخزي والعار لمن رهن البلد للغرب في سبيل مصلحة شخصية.
19/04/2015