الامبريالية الامريكية هي العدو الرئيسي للقضية الفلسطينية وكافة القضايا العربية؛
حزب الله مقاومة عربية اصيلة ناجعة ومنتصرة على العدو الامبريالي الصهيوني الرجعي والارهاب التكفيري
اجرى “راديو هافانا كوبا” مقابلة مع الرفيق نورالدين نورالله عواد، مراسل كنعان ومنسق الحملة العالمية للعودة الى فلسطين في كوبا، امام سفارة “دولة فلسطين” في هافانا، بعد نشاط تضامني اقيم هناك مع فلسطين، على اثر قرار ترامب الاعتراف بالقدس كاملة عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارة الولايات المتحدة اليها، وذلك يوم الاثنين (11 ديسمبر2017) .
وفيما يلي اهم ما جاء في حديث المقابلة:
لا بد من الانطلاق من الحقيقة التاريخية الموثقة القائلة بان الامبريالية الامريكية هي العدو الرئيسي للقضية الفلسطينية، اذ انها كانت سباقة الى محاولة استيطان واستعمار فلسطين منذ عام 1850، من خلال ايفاد عدد من المستوطنين البروتستانت الامريكيين لمساعدة الرب (رب راس المال) في مهمته، على يد القنصل الامريكي العام في القدس امام الباب العالي العثماني، باعادة “شعب الله المختار”!! الى “ارض الميعاد”!! تمهيدا لعودة المسيح!! وتعزيز مستوطنتهم الاولى بارسال 150 مستوطنا اضافيا من ولاية مايني عام 1865.
فالامبريالية الامريكية صهيونية بامتياز تاريخيا لانها تحمل في ثنياها بذور المشروع الاستيطاني الاستعماري الصهيوني وتؤمن به عقائديا دينيا، ولانها تبنته ودعمته ولا زالت بكل الوسائل والسبل، من قبل ومن بعد الامبريالية البريطانية والفرنسية الصهيونيتين ايضا، وحملت لواء الدفاع عنه وحمايته من اي خطر وجودي، مما حدا بالرئيس كلينتون اثناء عهده في البيت الابيض، الى ان يقول “امريكا مستعدة للذهاب الى حرب نووية عالمية لواحد من سببين: اسرائيل والنفط” وهذه حقيقة مؤكدة في السياسة الخارجية الامريكية، وما تقوم به امريكا منذ حوالي ثلاثة عقود ليس الا حربا نووية عالمية (دون سلاح نووي تقليدي) خدمة لـ “اسرائيل” والنفط.
اعتراف ترامب بالقدس الموحدة شرقية وغربية، واصدار امر بنقل سفارته اليها، هو اولا قرار امبراطوري ينم عن غطرسة وعجرفة مطلقة واستهانة وازدراء للعرب والمسلمين والاحرار في العالم قاطبة، وتحديدا للفلسطينيين الذين تورطوا في “اتفاق اوسلو” المماثل لـ “اتفاق زانخون” الكوبي في القرن التاسع عشر مع الامبراطورية الاستعمارية الاسبانية،فهو يقول: “قولوا ما شئتم وانا افعل ما اشاء وانا فوق الجميع وانا ربكم الاعلى فاعبدون” هذا هو لسان حال الامبريالية الصهيونية الامريكية.
بصفتكم كوبيين اذكركم بهذا التصرف تجاه كوبا وثورتها الاشتراكية: منذ 55 عاما تفرض امريكا حصارا ماليا تجاريا اقتصاديا على كوبا، ومنذ عام 1992، تقدم الحكومة الكوبية سنويا مشروع قرار امام الجمعية العامة للامم المتتحدة بعنوان “ضرورة انهاء الحصار..”. الغالبية الساحقة من الدول الاعضاء تقف مع كوبا ضد الحصار الامريكي، ومع ذلك لا زال الحصار الممتد قائما واصبح مشتدا اكثر على الرغم من اعادة العلاقات الدبلوماسية ومحاولات تطبيع العلاقات الثنائية. وقد وصل الامر بالحكومة الامبريالية الامريكية في العام الماضي الى “الامتناع” عن التصويت على مشروع القرار المناويء لها، بينما صوتت “اسرائيل” يعني “التعبير المكثف” عن امريكا ، ضد القرار، وعادت واشنطن في العام الجاري لتصوت ضده من جديد. فهل توجد غطرسة وعجرفة اكبر؟؟؟ هل يوجد ازدراء اكبر للمجتمع الدولي العتيد بكباره وصغاره؟
الامبريالية الصهيونيةالامريكية لا تقيم اي وزن للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة العتيدة ولا تلتزم به، الا اذا كان في خدمة مصالحها واهداف سياستها الخارجية.
ترامب يقول للكيان الصهيوني ولنتنياهو ما يدّعي الصهاينة ان الرب قاله لهم: هذه الارض اهبها لكم….فلا تتركوا فيها بشرا ولا شجرا ولا حجرا…” انه قرار يحاول اعطاء شرعية امبراطورية للاحتلال والاستيطان والابادة والتطهير العرقي في القدس وعموم فلسطين،على طريق تحقيق المشروع الصهيوني: كل فلسطين لنا، وانتم ـ الفلسطينيين ـ اما ان تعيشوا كالعبيد واما ان تذبحوا كالغنم!!
طبعا هناك قراءات اخرى اضافة الى ما سبق غير ان زمنكم الاذاعي لا يسمح بالمزيد. وربما جاء هذا القرار ترضية و”مصاصة” تعزية قدمها ترامب للكيان على اثر فشل مخططه وشعوره بالخطر الوجودي على الرغم من قنابله النووية.
لكن القرار الامبراطوري الصهيوني 100%، ليس قدرا ماحقا وبالضرورة مظفرا. لا كل ما يخططون له يحققونه.
انظر مثلا، مشروع الشرق الاوسط الكبير الجديد الموسع وانظر اداته التنفيذية الرئيسية داعش ودولته الاسلامية، اين اصبحا؟؟ هزم المشروعان على يد محور المقاومة العربية الاسلامية وحلفائها الاقليمين والدوليين، بمعنى لم تعد هناك امكانية حقيقية على المدى المنظور لا لاقامة “دولة الخلافة الاسلامية” ولا لاقامة الشرق الاوسط المنشود، وهذه هزيمة استراتيجية نكراء مزدوجة للامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية ، المتمثلة بـ “دولة اسرائيل” ومشاريعها التوسعية: “اسرائيل الصغرى” و”اسرائيل الكبرى” ووووو. ناهيك عن كونها هزيمة اشد وطاة على الرجعية العربية والاقليمية، وانتصارا فريدا لسوريا جيشا وشعبا ورئيسا وعقيدة وللمقاومة العروبية وللاسلام الايراني وللحلفاء في روسيا والصين وكوريا الشمالية.
انظر ايضا المشروع الامبريالي الصهيوني باسقاط سوريا تمهيدا للقضاء على كينونة العروبة والقومية العربية ومقاومة الامة و على حزب الله وايران، ونزع سلاحيهما وتحجيمهما ! ماذا حصل؟ الوضع الميداني الراهن في خريطة الصراع لم يخطر على بال الامبرالية وجهابذة التفكير والتخطيط العسكري والامني في الكيان الصهيوني، ولا في اسوأ مشهد تخيلوه في اسوا كوابيسهم:
القوات المقاتلة لحزب الله كانت على ثغور الجبهة الشمالية ـ لبنان ـ فقط، والان اصبحت مباشرة على ثغور الجبهة الشمالية والشمالية الشرقية وصولا ربما الى باب المندب!! نعم هكذا، نحن عرب عروبيون ولا نؤمن بالتقسيمات القطرية ولنا الحق ونحن على حق بان نكون في كل ارض الوطن العربي الكبير.
وايران كانت قواتها واسلحتها على بعد اكثر من 2000 كيلومتر، اين هي الان؟ على بعد كيلومترات معدودة عن قلب الكيان؟ فماذا سيفعلون؟؟
وهنا استطرد الصحفي الكوبي، وماذا عن حزب الله؟؟؟
حزب الله طليعة المقاومة العربية الاسلامية المقاتلة عن عقيدة وايمان في سبيل تحرر وتحرير الامة، وهذا الكلام ليس للمدح ومسح الجوخ، فمن يضع دمه وروحه امام كلامه، لا يحتاج لمديح ظل عال ولا غيره من مغريات العالم المادي الاستهلاكي: حزب الله كحركة مقاتلة للمشروع الصهيوامبريالي الرجعي، تحول الى قوة عروبية اسلامية حقيقية اقليمية، كعقيدة وفكر وسلوك وقوة مادية، وهذه هي الوقائع التي تشهد له:
-
تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الصهيوني وعملائه المحليين بقوة السلاح دون قيد اوشرط. هذه هي المرة الاولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني التي تتمكن فيها حركة مقاومة عربية من هذا الانجاز التاريخي الذي رسَّخ عقيدة امكانية الحاق الهزيمة “بالجيش الذي لا يقهر”،وكرس عقيدة وحقيقة “ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة” و “الحقوق لا تُتَوسَّلُ بل بحدِّ السَّيف تُنتزعُ”!(عقيدة الجنرال الكوبي انطونيو ماسيو الذي استشهد على ارض المعركة 6 ديسمبر1896)!
-
الحاق هزيمة نكراء بالجيش الصهيوني وقيادته الميدانية الامريكية عام 2006، ايذانا “بفركشة” مشروع الشرق الاوسط الكبير، وتحقيق قانون صراعي جديد نوعيا: الند بالند وتوازن الرعب واسقاط النظريات العسكرية الصهيونية من الحرب الخاطفة ونقل المعركة الى ارض العد..الخ. اصبح لبنان الصغير جغرافيا، الضعيف والمستباح تاريخيا، قلعة قاهرة امام الحلف الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي والاقليمي، بفعل المعادلة الذهبية داخليا (مقاومة وجيش وشعب)، وهو مرشح ميدانيا لتفعيل الوضع العربي والاسلامي، ان صدقت نوايا وافعال الجميع في مواجهة التحدي المعادي للعروبة واسلام الرسول العربي النبي محمد بن عبدالله. منذ 2006 هل يجرؤ الكيان الصهيوني على العدوان على لبنان؟ الجواب لا، لكن لماذا لا؟
-
تحطيم حدود سايكس بيكو وعبور القوات المقاتلة الى سوريا، ميدان المنازلة العظمى بين مشروعين نقيضين تاريخيا وراهنا. ووجود حزب الله حيث يجب ان يكون ويقوم بما يجب ان يقوم به، والخزي والعار للمنافقين. بمعنى طعن مشروع امبراطوريتين ساري المفعول منذ قرن من الزمن!!
-
تحرير المنطقة الشرقية والشمالية للبنان من الوجود الارهابي التكفيري محققا بذلك حصانة لبنان واستقلاله وسيادته امام المخطط المعادي.
-
القدس وفلسطين كانت ولا زالت تشكل مبدا وعقيدة ايمانية في صلب حزب الله ونضاله الشامل ومنذ انطلاقته عام 1982، والعمل الدؤوب على دعم المقاومة الفلسطينية بكل ما اؤتي من قوة ورباط الخيل وبكل السبل الممكنة، والعمل على المشاركة المبادرة في تحريرها وبالقوة، وهذا نا يعلمه العدو قبل الصديق.