العراق: خفايا تحركات العدو الداعشي على الوسادة الامريكية
خاص – تقرير ميداني
عيون الراصد
بعض خفايا تحركات العدو الداعشي وسادته الامريكيين وتلك الخاصة بحالة قواتنا العاملة في عمليات قادمون يا نينوى من جيش وحشد شعبي ، وما يتم التداول حوله بخصوص اين فلول داعش المنهزمة ولماذا لا تظهر في التقارير الاخبارية فقد اقتضت هذه المطالعة الميدانية السريعة لتوعية الرأي العام :
اولا : قيام القياده العسكريه الامريكيه ، ومنذ انطلاق عمليات قادمون يا نينوي ، باخلاء عديد مقاتلي داعش ، والذين هم ليسوا الا تشكيلات عسكريه صهيوامريكية ، تماما كقوات المستعربين الصهاينه في فلسطين المحتلة ، يتم الزج بهم في عمليات قتاليه في العديد من المناطق سواء في العراق او سورية ، وحسب ما يخدم المصلحة الامريكيه التي أنشأت هذه التشكيلات لخدمتها. نقول ان القياده العسكريه الامريكيه كانت ولا زالت تقوم بإخلائها من ميادين القتال ما عدا أولئك الضروريين لإدامة المعركة واطالتها مع القوات المسلحه في العراق وسورية.
علما ان تلك القياده كانت تقوم باخلائهم على متن مروحيات امريكيه ، اذا كانوا من القيادات الميدانيه وتنقلهم للاقامه في قاعدة عين الأسد في الأنبار او تقوم بتسهيل انتقالهم برا سواء الى مناطق غرب الأنبار او جنوبها.
كما كانت تقدم لهم ليس فقط غطاء جويا ، من خلال المقاتلات ، وإنما المرافقه الجويه بالمروحيات القتالية اثناء تحركهم على محاور الطرق وذلك كي تتدخل هذه المروحيات في حال تعرضوا لنيران كمائن معاديه.
اي ان القياده الامريكيه كانت ولا زالت لا تسمح بخسارة اكثر من الضروري جدا في اي محور قتالي للاسباب المذكوره أعلاه. بمعنى انها تناور بهذه التشكيلات حسب ما تقتضيه الظروف الميدانيه في كل منطقه ودائما بالطريقة التي تخدم المصلحة الامريكيه التي من اجل تحقيقها تم إنشاؤها .
ثانيا : كما ان احد أسباب قلة الخسائر النسبية لدى مسلحي داعش وقلة الصور حول تلك الخسائر يتمثل في اُسلوب قتال وحدات داعش في الميادين المختلفة .
اذ انهم اعتمدوا تكتيكات تأثير الصدمة التي يتبعها التحرك الهجومي من خلال وحدات اقتحام قليلة العدد ولكنها عالية الكفاءه والتدريب وذلك تماما من اجل تحقيق الهدف ( السيطره على نقاط العدو ) ولكن باقل الخسائر .
وهذا هو احد صنوف تكتيكات حرب العصابات الذي استخدم في الكثير من المعارك سواء اثناء حرب فيتنام او بعد ذلك من قبل قوات الثوره الفلسطينيه في العديد من العمليات العسكريه الكبيرة داخل فلسطين المحتلة والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر عملية حرب فتح سنة ١٩٦٩ حيث تمت خلالها مهاجمة مواقع العدو الصهيوني على امتداد ٢٢ كم وعملية الحزام الأخضر حيث اقتحمت قوات الثوره ثلاثة مستوطنات اسرائيليه على جبهة طولها سبعة كيلو مترات ليلة ٨/٨/١٩٦٩ وتبعتهما الكثير من هذه العمليات البطوليه لنصل الى عمليات مشابهة في مطلع سبعينيات القرن الماضي في مستوطنات الجليل الأعلى.
ولننتقل بعد الاحتلال الاسرائيلي للجنوب اللبناني الى العشرات من العمليات البطوليه المشابهة التي نفذها مقاتلوا حزب الله ضد مواقع الاحتلال وعملائه على مدى ثمانية عشر عاما.
وهذا يعني محدودية الخسائر حسب اُسلوب المناورة بالقوات والذي يؤدي الى حصر الخسائر بالحد الأدنى لدى الطرف المهاجم.
ثالثا : كما يجب ان لا نغفل حقيقة ان عصابات داعش وانطلاقا من الأسلوب المذكور أعلاه لم تقم إطلاقا بشن هجمات بالطريقة الكلاسيكية والتي يتم خلالها الزج بإعداد كبيره ، خاصة من المشاة والمشاة الميكانيكية ، لتحقيق خرق في دفاعات العدو والتقدم الى عمق خطوطه الدفاعية واحتلال مواقعه.
حيث ان داعش اعتمد أساسا اُسلوب السيارات المفخخه والقناصين لأحداث اثر الصدمة لدى قوات العدو وتؤمن لوحداته المهاجمة الفرصة لاختراق دفاعات العدو مستغلين لحظة الصدمة لديه . وهذا الأسلوب لا يكلفهم الا القليل القليل من الخسائر.
رابعا : ان عصابات داعش مدربة تدريبا احترافيا عاليا وتتمتع بقدرات كبيره جدا على المناورة والتخفي ، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان ، بالاضافة الى امتلاكهم سلاح هندسة ميدان وإنشاءات فعال الى حد كبير مما مكنهم من إقامة الكثير من التحصينات وأعمال التدشيم الواسعه سواء لمدفعيتهم والياتهم الثقيلة او حتى الدشم الفرديه والنفاق المخصصة لحماية الأفراد ومخازن الذخائر والتموين.مما يساعد والى حد بعيد في الحد من الخسائر . وهو اُسلوب وقائي ناجع بلا أدنى شك.
خامسا : اما العامل الأهم في عدم انتشار او نشر الكثير من الصور لخسائر عصابات داعش والجهات الحكومية السوريه والعراقيه فيتمثل في السياسه الاعلاميه الاجراميه لمعسكر العدو والتي يتم تخطيطها في واشنطن وتوجيهها من تل أبيب عبر فرع وزارة الحرب الاسرائيليه في عمان والذي يطلق عليه اسم غرفة عمليات الموك .
اذ ان هذه السياسة الاعلاميه تهدف في المقام الاول الى شيطنة كلا من القوات المسلحة العراقيه ، بمختلف مكوناتها ، وكذلك الجيش السوري وحلفائه واظهار الدولة السوريه كجهة اجرامية تقوم فقط بقتل المدنيين ” الذين يطالبون بأبسط الحقوق الديموقراطيه ” وكذلك الامر بالنسبة للحشد الشعبي العراقي وبقية مكونات القوات المسلحة العراقيه اذ يحاول هذا الاعلام المجرم والمضلل ان يظهرها على انها قوات تحركها ايران والتي ليس لها هدف سوى قتل المدنيين العزل من السنة سواء في العراق او سورية بهدف توسيع نفوذها ليس الا.
سادسا : طبيعة الميدان الذي تدور فيه المعارك بين الطرفين سواء في سورية او العراق ، حيث ان مناطق العمليات ، وكما في كل حرب في العالم ، تخضع لاجراءات امن ومراقبه تقع تحت مسؤولية القوات المسلحه العراقيه والسوريه والتي تقوم بتطبيق معايير ضبط العمل الإعلامي في مناطق العمليات بطريقة تحافظ من خلالها على امن وحداتها القتالية في ميدان القتال وكذلك الحفاظ على معنويات تلك القوات وحمايتها من تخريب القوى المعاديه وحربها النفسيه التي يخطط لها وينفذها مئات علماء النفس وخبراء الحرب النفسيه والإعلام المضاد الأمريكيين والاسرائيليين معتمدين على المحطات الفضائية ووسائل الإعلام الاخرى لمشيخات النفط في الجزيرة العربيه الى جانب الاردن وتركيا. وعليه فان الجهات الحكوميه الرسمية في البلدين تقوم بضبط الماده الاعلاميه التي يتم نشرها او جمعها من قبل الطواقم الصحفيه المختلفة العامله في ميادين القتال بطريقة تحفظ امن القوات والمصالح الوطنيه العليا للدولتين دون حجب الحقيقة عن الراي العام المحلي والدولي كما تفعل الدوائر الاستعماريه وإعلامها العميل في الدول المشار اليها اعلاه.
سابعا : باختصار شديد فان مصلحة معسكر العدو تكمن في قلب الصورة الحقيقيه للصراع والتغطية على جرائم هذا المعسكر وعملائه في المنطقه بغض النظر عن مسمياتهم سواء كانوا تنظيمات ارهابيه او دول واظهار القوات المسلحه في الدولتين على انها عصابات مسلحه تقوم بقتل المواطنين العزل.
اذ يكفي النظر الى التسميات التي يستخدمها الاعلام المعادي كناية عن مسميات الجيوش النظامية في البلدين والتشكيلات الرديفه المؤازره لها .
فنرى انهم يسمون الجيش السوري ” عصابات الأسد ” والقوات الرديفه بالميليشيات الايرانيه سواء في العراق او سوريه على سبيل المثال لا الحصر.
http://babalmaghariba.org/?p=2894
2017-07-06