“الفدائيون الجدد بين الطمس، الاستعراض و الاختطاف”!
د. عادل سماره
تختلف ظاهرة الفدائيون الجدد من حيث طريقة العمل و شدة المواجهة عن كثير من إبداعات الشعب في الفترات السابقة. ليس من السهولة بمكان تحديد اين و كيف سوف تتجه. و لكن الأمر الهام هو كيف يمكن تثمير هذا الفعل الحقيقي ضمن تراث المقاومة لدراسته و تدريسه و كي يستمر و لا يتعرض للتقويض و الإقتناص و حتى التشويه.
حتى الآن، هناك منحيان تعاملا مع هذا الفعل سلبياً:
الأول مؤتمر الجزائر: من اللافت أن بيان هذا المؤتمر لم يتطرق قط للكفاح ا.ل.م.س.ل.ح و لا للتحرير بل جاء تماماً كما تريد الأنظمة العربية و على مقاس دورها التطبيعي العلني مما يؤكد أن البرجوازية التابعة لا يمكن أن تُحل الوطن محل مصالحها و ارتباطاتها. و في الحقيقة، فإن البرجوازيات العربية من المحيط إلى الخليج سواء الكمبرادورية و الكمب/ريعية هي جزء من الثورة المضادة و بالتالي فإن على القوى الثورية العمل خارج هذه الطبقات و الأنظمة.
إن زعم استقلالات ما يسمى “ما بعد الاستعمار” هو جزء من المشروع الرأسمالي الإمبريالي لتكريس الاستعمار بوجه جديد و جوهر ثابت عبر ضخ تنظيرات بلا ارضية.
و لا أدلُّ على ذلك أكثر من حقيقة غطس الوطن العربي في الفقر والجوع وإرهاب الأنظمة وإرهاب قوى الدين السياسي و قيام هذه الأنظمة بما تتطلبه مصالح الإمبريالية و منطق السوق العالمية.
كما أن مشاركة الغالبية الساحقة من الفصائل الفلسطينية على تنوعها بين من حمل السلاح، و يحمل السلاح جزئيا أو كلياً و بين من لم يحمل السلاح و بين من يدين حمل السلاح/مواليد الأنجزة.. الخ هي مشاركة طبقاً لإملاءات الثورة المضادة والكيان خاصة.
إن قبول هذه الفصائل بهذا البيان هو ضربة نفسية و معنوية للشعب، و لا نعتقد أن محاولات الترقيع لاحقاً سوف تمحو هذه الطعنة.
ثانياً بدء الإنفراد/التفرُّد: منذ بضعة ايام، أخذ البعض ينسب لنفسه هذه العملية أو تلك. و بغض النظر عن كون ما نسب جميعه من فعل رفاقه أم لان فإن هذه عودة إلى أسلوب التنافس الفصائلي السابقة. هذا التنافس الذي يتناقض مع هدف التحرير و ينحصر في مستوى الدعاية الفصائلية من أجل مكاسب سياسية آنية لا أكثر. هذا الأسلوب ، إذا استمر، سيقود إلى تفكيك الشكل الجبهوي الجديد و البريء أو تحديدا “البَرِّي” الذي جرى إبداعه وابتكاره. صحيح أن اصحاب نزعة الاستفراد لهم دور سواء سابقاً أو الآن في العمل الوطني، و لكن الاستفراد ثبت عدم فاعليته تاريخياُ.
إلا أن له إيجابية صغيرة هي ربما تقطع الطريق على اختطاف هذا العمل العظيم كلياً و نسبه إلى منظمات وهمية و شخوص دخيله على النضال و حتى هي من خارج فلسطين !
فحينما بدأت موجة العمليات عام 2015 بالشهيد مهند الحلبي قامت حفنة ممن اسموا أنفسهم ب “الجبهة الوطنية الموحدة في فلسطين التاريخية” و نسبوا لأنفسهم هذا الحرك و أسموه الانتفاضة الثالثة و اصدروا بيان رقم (1) و نشرت لهم تهليلا و تدبيجاً جريدة “القدس العربي” و احتضنهم ما يسمى “التجمع العربي و الإسلامي لدعم خيار المقاومة يراسه المدعو يحيى غدار و روج لهم مشروعهم الخطير المنادي بدولة مع المستوطنين! و قد غير هذا التجمع اسمه بعد فضيحته ليسمي نفسه “التجمع الدولي لدعم المقاومة. أما هذه “الجبهة” الوهمية فلم نعد نسمع بها من حينه. و الغريب أن الاحتلال يعرفهم و لم يسائلهم.
ملاحظة: أدخل على رابط نبض الوعي العربي لتطلع على الفاصيل