هل يمكن ان تستمر الفترة المظلمة لمئات السنين ؟
صلاح حزام
الاوضاع السيئة التي تعيشها بعض المجتمعات والتي تشبه وضع العراق خلال مايعرف بالفترة المظلمة التي اعقبت تدهور ومن ثم سقوط الدولة العباسية، قد تستمر ، نظرياً، لمئات السنين .
ليس بالضرورة ان يحصل ذلك ولكن من الممكن ان يحصل.
الناس خلال الفترة المظلمة العباسية لم يكونوا ميتين ، بل كانوا يعيشون ويأكلون ويتزاوجون ويعملون وكان هنالك شعراء( اشعارهم تافهة مثلما هو الآن) وموسيقيين ومطربين ( اغانيهم هابطة مثلما هي الحال الآن) . وكانت هناك شرطة وموظفين وتجار وباعة خضراوات وملابس.
وكانت هناك احتفالات ومطاعم وحفلات اعراس وسهرات.
كان هناك شقاوات ومجرمون ورجال دين باعداد كبيرة وجوامع وكنائس واضرحة ونذور وبارات وخمور وقمار وذهاب الى الحج والزيارة وقراءة قرآن وادعية .
لكن كل ذلك لم يكن كافياً للخلاص من الفترة المظلمة ، ومن يدري فيما اذا كان الناس كلهم متفقون على اعتبارها مظلمة أصلاً !! نحن الذين نطلق عليها تسمية المظلمة !!
ربما كان معظم الناس سعداء بتلك الاوضاع ( مثلما هو حاصل الآن حيث يشعر الفاسدون واللصوص وتجار الدين والسياسة واصحاب الوظائف الوهمية والمرتشون الخ… بالسعادة والرضا).
منهم من كان يستفيد من الحكام الاجانب ومنهم من يرى ان العيش الآمن اهم من الحرية والاستقلال ومنهم من يرى ان الحكام الاجانب كانوا مسلمين وتجب طاعتهم !!
هذه المظاهر كلها موجودة في العراق الآن مع بعض التعديلات ( مثل استبدال الحمار بالسيارة والتكتك واستبدال الخنجر والسيف بالمسدس والبندقية.)
أجزاء من احياء بغداد القديمة لازالت كما كانت في الفترة المظلمة بل اسوأ من ذلك، ومن يريد التأكد فليذهب الى احياء وسط بغداد قرب شارعي الرشيد والجمهورية وماجاورهما. لازال يعيش فيها الناس بشكل اعتيادي !!
الناس وصلت الى المريخ وهم يعيشون في حفر عفنة ويتكدسون فيها مثل النمل.. ويمارسون مهنهم ويتحملون الحياة البدائية ويتنمرون بعضهم على بعض
لاتستبعدوا ان تستمر الاوضاع المتردية الى قيام الساعة ، لانه لاتوجد اسباب للتطور في العراق الحديث !!
انه نوع من التوازن على الخلل كما يقال في علم الاقتصاد اللعين (الذي يورث اصحابه المخلصين امراض القلب) .
2022-06-13